أعلنت السلطات الأردنية عن إحباط مخططات تستهدف الأمن الوطني للمملكة، مما يشير إلى تغييرات استراتيجية مرتقبة في التعاطي مع تنظيم “الإخوان” المحظور. وجاء هذا التأكيد في بيان رسمي صادر عن المخابرات العامة الأردنية، أوضح أنه تم القبض على 16 فردًا مرتبطًا بتلك المخططات.
تفاصيل عمليات المخابرات
قالت المخابرات العامة إنها حددت مجموعة من المخططات موجهة للتخريب الفوضوي داخل المملكة، حيث أوضحت أن العمليات التي تم إحباطها كانت تتابع بشكل استخباري منذ عام 2021. والجدير بالذكر أن المتهمين ارتبطت تحركاتهم بدعم خارجي، وفقًا لمصادر مطلعة.
صرح أحد المصادر السياسية الأردنية لـ”الشرق الأوسط” بأن هناك “استدارات استراتيجية” في طريقة التعامل مع جماعة الإخوان غير المرخصة. وأكد أن كل أنشطة هذه الجماعة ستخضع الآن للملاحقة القانونية بعد صدور أحكام بحق المتهمين.
تطورات خطيرة
التفاصيل التي قدمتها دائرة المخابرات كشفت عن تخزين مواد متفجرة، مما يعكس وجود ممارسات تشير إلى تشكيل ميليشيات مسلحة تهدد الأمن الأردني. وأفاد البيان أيضًا أن المخططات تشمل تصنيع صواريخ محلية واستيراد مواد لأغراض غير مشروعة.
في سياق متصل، يُواجه 17 شخصًا تهمًا ترتبط بأمن الدولة، حيث أُحيل 16 منهم إلى القضاء، مع احتجاز واحد وفقًا لإجراءات التحقيق. وتظهر التقديرات أن نشاط تصنيع الصواريخ يهدف إلى دعم أعمال إرهابية داخل المملكة.
انضباط قانوني
أكد المسؤولون أن الأنشطة المتعلقة بجماعة الإخوان وذراعها الحزبي “جبهة العمل الإسلامي” يجب أن تتمتع بمتابعة شديدة لضمان احترام القانون. وحذروا من مخاطر السماح بوجود بيئات حاضنة لتوسيع أجندات تنظيمية خارجية.
كما شدد المسؤولون على أهمية إدانة جميع أشكال التطرف، مشيرين إلى أن موقف الأردن الرسمي يلتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل رغم الضغوط الاجتماعية. يأتي ذلك في سياق المخاوف الأردنية من تصعيد العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
اتصالات خارجية
وأوضحت المصادر أن تحقيقاتهم أظهرت تلقي قيادات من جماعة الإخوان غير المرخصة توجيهات وأموال من جهات خارجية، وربما تشمل اتصالات مع عناصر من “حزب الله” وحركة “حماس”.
وعبر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام عن تضامن بلاده مع الأردن، مؤكدا استعداده للتعاون في مواجهة تلك المخططات، مشيراً إلى ضرورة منع استخدام لبنان كنقطة انطلاق لمثل هذه الأعمال.
في تصريح نادر، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن قلقه من وجود أشخاص يتلقون أوامر من الخارج، في الوقت الذي تتزايد فيه مشاعر القلق حول التحركات الإسرائيلية القادمة، وما قد تحمله من آثار على استقرار المنطقة.