السبت 17 مايو 2025
spot_img

اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني في الأقصر

أعلنت بعثة أثرية مشتركة من مصر وإنجلترا عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني، التي تُعد آخر المقابر المفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة في جبل طيبة غرب الأقصر.

كشف أثري جديد

تُعتبر مقبرة الملك تحتمس الثاني أول اكتشاف من نوعه منذ العثور على مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922. تم العثور عليها أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية في موقع يحمل الرمز C4 بمنطقة وادي C، على بعد حوالي 2.4 كيلومتر إلى الغرب من وادي الملوك.

دلالات تاريخية قوية

أكدت وزارة السياحة والآثار المصرية أن البعثة الأثرية قد عثرت على أدلة واضحة تُشير إلى تخصُّص المقبرة بالملك تحتمس الثاني.

وذكر الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة قد عثرت على مدخل المقبرة وممرها الرئيسي في أكتوبر 2022. في البداية، كان يُعتقد أن المقبرة تخص زوجة أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، نظرًا لقُربها من مقبرتي زوجات الملك تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت.

تفاصيل الاكتشاف

مع تقدم أعمال الحفائر، كشف الفريق عن أدلة جديدة تؤكد أن المقبرة تخص الملك تحتمس الثاني، وأن الملكة حتشبسوت، التي كانت زوجته وأخته غير الشقيقة، هي من تولت إجراءات دفنه.

من بين الأدلة التي تم العثور عليها، أوانٍ من الألباستر تحمل نقوشًا تشير إلى الملك تحتمس الثاني بوصفه “الملك المتوفي”، بالإضافة إلى اسم الملكة حتشبسوت.

أهمية الاكتشاف

وصف الدكتور محمد إسماعيل خالد هذا الاكتشاف بأنه من أهم الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، إذ يُعتبر الأثاث الجنائزي المكتشف إضافةً هامة لتاريخ المنطقة الأثرية وعصر الملك تحتمس الثاني. من الجدير بالذكر أنه لم يتم العثور على أي أثاث جنائزي لهذا الملك في المتاحف العالمية من قبل.

حالة المقبرة

كشفت البعثة الأثرية أن المقبرة كانت في حالة سيئة بسبب تعرضها للسيول بعد وفاة الملك بفترة قصيرة، مما أدى إلى غمرها بالمياه، وفقًا لما أكده محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للآثار.

أعمال الترميم

قام الفريق الأثري بترميم القطع المتساقطة، حيث تشير الدراسات الأولية إلى أن محتويات المقبرة الأساسية نُقلت إلى مكان آخر بسبب السيول التي تعرضت لها في العصور القديمة.

اكتشافات إضافية

شملت الاكتشافات المهمة أجزاء من “الملاط” تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم صفراء، بالإضافة إلى زخارف وفقرات من كتاب “إمي دوات”، الذي يُعتبر من أهم الكتب الدينية المرتبطة بمقابر الملوك في مصر القديمة.

التصميم المعماري

قال بيرز ليزرلاند، رئيس البعثة الأثرية من الجانب الإنجليزي، إن المقبرة تأتي بتصميم معماري بسيط يُعتبر نواة لمقابر غيرها بعد حكم تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة. تضم المقبرة ممرًا يغطي أرضيته طبقة من الجص الأبيض، ويمتد إلى حجرة الدفن في الممر الرئيسي، حيث يرتفع مستوى الأرضية بنحو 1.4 متر عن أرضية الحجرة ذاتها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك