أعلنت إدارة الأمن العام السوري، مساء الخميس، عن اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات العامة السابق في سوريا، في مدينة جبلة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن اعتقال حويجة يأتي في سياق تحقيقات تتعلق بجرائم يُتهم بها، تشمل “مئات الاغتيالات”، بما في ذلك الإشراف على اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط في 16 مارس 1977.
تعريف إبراهيم حويجة
وُلد إبراهيم حويجة في قرية عين شقاق بمحافظة اللاذقية، قرب بيت ياشوط، مسقط رأس اللواء محمد الخولي، أول رئيس لإدارة المخابرات الجوية السورية.
تولى حويجة منصب مدير إدارة المخابرات الجوية عام 1987، بعد الخولي، واحتفظ بالمنصب حتى أقاله الرئيس المخلوع بشار الأسد عام 2002، بعد أن أمضى في هذا المكان نحو 15 عاماً، وذلك ضمن جهود الأسد للحد من نفوذ “الحرس القديم”.
لعب حويجة دوراً محورياً في الملفات الأمنية الحساسة داخل سوريا وخارجها، خاصة في لبنان خلال فترة الوجود العسكري السوري، حيث كان مسؤولاً عن عمليات استخباراتية واسعة، تضمنت اغتيالات وتعذيب معارضين سياسيين.
علاقته برفعت الأسد
ارتبط حويجة بعلاقة وثيقة مع رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد، الذي أشرف على الحملة العسكرية ضد مدينة حماة عام 1982، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
تشير تقارير عديدة إلى أن حويجة كان ضمن الفريق الذي نفّذ عمليات التصفية والقمع بحق المعارضين السياسيين، لا سيما خلال وبعد مجزرة حماة.
اغتيال كمال جنبلاط
يعتبر اغتيال كمال جنبلاط، الزعيم السابق لـ “الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني، أحد أبرز الأحداث الدامية التي شهدتها الحرب الأهلية اللبنانية.
في 16 مارس 1977، تعرض جنبلاط للاعتراض أثناء سيره في بلدة بعقلين (جبل لبنان) وأُطلق عليه الرصاص حتى سقط قتيلاً.
في تلك الفترة، كان حويجة برتبة نقيب في الاستخبارات الجوية. ووجه الرئيس السابق لـ “الحزب التقدمي الاشتراكي”، وليد جنبلاط، اتهامات مباشرة للنظام السوري بالتورط في اغتيال والده.
تفاعل وليد جنبلاط مع الأخبار الأخيرة عبر منصة “إكس”، حيث أعاد نشر خبر الاعتقال مرفقاً بتعليق: “الله أكبر”.
الله أكبر https://t.co/nUz9cRlT5A
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) March 6, 2025
في 7 مايو 2015، خلال جلسة استماع أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أشار وليد جنبلاط إلى أن التحقيقات اللبنانية خلصت إلى أن مكتب المخابرات السورية في بيروت، والذي كان بقيادة إبراهيم حويجة، هو المسؤول عن عملية الاغتيال، كما اتهم الخولي بالمشاركة فيها.
ابنته “المفاوضة المليونيرة”
تداولت الأوساط اسم إبراهيم حويجة مجدداً في أوائل عام 2017، بسبب ابنته كنانة حويجة، التي تعتبر من الشخصيات المقربة من بشار الأسد.
بدأت كنانة مسيرتها كمذيعة في التلفزيون السوري الرسمي، ثم تحولت إلى مشرفة على مفاوضات تحت قيادة الأسد مع فصائل المعارضة المسلحة خلال اتفاقات التهجير.
واجهت كنانة حويجة اتهامات بتقاضي عمولات مالية ضخمة من صفقات التهجير، مما أكسبها لقب “المفاوضة المليونيرة”، حيث قدرت أرباحها بملايين الدولارات من هذه العمليات.