الأحد 23 مارس 2025
spot_img

اعترافات تكشف تجنيد الحوثيين لعناصر من قبيلة العفر

كشفت اعترافات أحد المواطنين الإريتريين المنتسبين إلى قبيلة العفر في القرن الأفريقي عن إنشاء الحوثيين خلايا في المنطقة المطلة على البحر الأحمر، وقد حصلوا على وعود إيرانية بدعم مالي وعسكري لتعزيز استقلالية الإقليم عن دول جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا.

الشخص المعني، علي أحمد يعيدي، الذي تم اعتقاله مؤخرًا على الساحل الغربي لليمن، أشار في تصريحات حول النشاط المكثف للحوثيين في القرن الأفريقي، إلى جهود استقطاب عناصر من قبيلة «العفر» وإرسالهم إلى اليمن بهدف تغيير الهوية المذهبية وتدريبهم على القتال ليصبحوا نسخًا من الجماعة الحوثية أو «حزب الله» اللبناني.

تفاصيل الاعترافات

في تسجيل مصور نشرته القوات الحكومية في الساحل الغربي لليمن، والتي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، تطرق يعيدي إلى تفاصيل عملية تجنيد الحوثيين في القرن الأفريقي، مُعربًا عن أنه التقى بمندوب الحوثيين في جيبوتي يدعى محمد علي موسى، الذي أبلغه بضرورة السفر إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في سواحل محافظة الحديدة.

بحسب المعلومات التي أدلى بها، انطلق مع مجموعة مكونة من تسعة أشخاص عبر قارب يقوده أحد الحوثيين يُدعى أبو يحيى، والذي أوصلهم إلى شواطئ محافظة الحديدة. كان في استقبالهم شخص آخر من قبيلة العفر، يدعى محمد علوسان، والذي يقوم بدور المنسق لعملية التمدد الحوثي في القرن الأفريقي.

تلقّي المحاضرات الطائفية

ذكر يعيدي أن المجموعة قضت أسبوعًا في أحد المنازل في الحديدة، قبل أن تُنقل إلى منطقة شمال المدينة بالقرب من البحر، حيث تلقوا محاضرات طائفية مكثفة من أحد عناصر الحوثيين تناولت الخطب التي ألقاها مؤسس الجماعة حسين الحوثي.

كما عرض عليهم مشاهد تتعلق بالمعارك التي خاضتها الجماعة ضد القوات الحكومية، وصولًا إلى التمرد الذي بدأ عام 2014. بعد انتهاء تلك الدورة، أعيدوا إلى حي الربصة في الحديدة لفترة قصيرة ثم تم نقلهم إلى صنعاء، حيث وُضِعوا في أحد البيوت السرية.

ترويج المعتقدات الحوثية

في العاصمة، كان الحوثيون يؤمنون عليهم بالحبس داخل المنزل ولا يُسمح لهم بالخروج إلا عند إحضار الطعام. كما تم نقلهم بسيارات مظللة خلال فترة التحضير الجديدة التي استمرت لثلاثة أسابيع، وفيها روج الحوثيون لمعتقداتهم وصولاً إلى تسفيه معتقدات قبيلة العفر.

أوضح يعيدي أن صعوبة نشر الأفكار الحوثية في قبيلتهم ناجمة عن اختلاف المذاهب، حيث يتمسّك السكان بمذهب السُّنّة ويمارسون الطقوس الصوفية. لكن الحوثيين سعى إلى تصوير مقاطع تفخر بعلمائهم، لاحظوا فيه مواصفات تجعلهم الأصلح للحق، مما طُلب منهم الترويج له بين أفراد قبيلتهم.

استراتيجيات الحوثيين

وفق اعترافاته، وبعد عدم نجاح محاولات تغيير الفكر المذهبي في القرن الأفريقي، اقترح الحوثيون على المتدربين التركيز على ضم الأطفال من قبيلة العفر إلى دورات تدريبية في اليمن، معتقدين أن الصغار سيكونون أكثر قبولًا للتغيير.

بعد انتهاء الدورة، عادت المجموعة إلى الحديدة للالتقاء بشخصيات الحوثيين، حيث كان محمد علي موسى يعدهم بالذهاب إلى جيبوتي والتواصل مع أفراد القبيلة لنقلهم إلى اليمن. ويبدو أن محمد علوسان كان ينظم هذه التحركات بشكل مسبق لضمان استقراره.

الدعم الإيراني وتأثيره

نقل يعيدي عن علوسان أن هناك استعدادًا إيرانيًا لدعم قبيلة العفر ماليًا وعسكريًا، على غرار الدعم الذي قُدّم لحزب الله والجماعة الحوثية، لإقامة قوة موازية على ساحل البحر الأحمر.

أضاف أنه اتفق مع الحوثيين على إقامة معسكرات لتدريب مقاتلي العفر، تمهيدًا لإرسالهم إلى اليمن، حيث حصل على 500 دولار عن كل شخص تم إرساله. مؤخراً، أفادت المصادر عن إحباط قوات خفر السواحل اليمنية لشحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة للحوثيين عبر ميناء جيبوتي، مما يعكس استمرار تهريب الأسلحة لدعم الجماعة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك