ناقشت الجلسة الافتتاحية لـ”مؤتمر الحج والعمرة” في نسخته الرابعة بمدينة جدة، الجهود الحثيثة التي تبذلها السعودية لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين. الجلسة انعقدت يوم الاثنين، حيث شهدت فعالياتها مشاركة بارزة من عدد من المسؤولين الحكوميين.
بين الحضور، كان وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير النقل والخدمات اللوجيستية المهندس صالح الجاسر، وأمين منطقة المدينة المنورة المهندس فهد البليهشي، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المهندس صالح الرشيد.
استراتيجية شاملة
وأكد الدكتور توفيق الربيعة التزام المملكة باستراتيجية طويلة الأمد لتطوير خدمات الحج والعمرة تمتد حتى عام 2040. وأوضح أن الاستعدادات للموسم المقبل تبدأ فور انتهاء الموسم الحالي عبر تقييم الأداء وتحديد فرص التحسين بالتعاون مع 50 جهة حكومية، وذلك تحت إشراف لجنة الحج العليا.
وأشار الربيعة إلى إطلاق خدمات وابتكارات جديدة تهدف إلى تحسين تجربة الحجاج، وتشمل تطبيقات تقنية وتسهيلات لوجستية متطورة تضمن الأمان والراحة. كما أبدى تفاؤله بزيادة رضا الحجاج سنوياً، مبرزاً التزام السعودية بتحقيق “رؤية 2030” وتعزيز مكانتها كوجهة إسلامية رائدة.
بطاقة “نسك” الإلكترونية
كما أعلن الوزير عن إطلاق بطاقة “نسك” الإلكترونية، التي تحتوي على معلومات شاملة عن الحاج، بما في ذلك بياناته الشخصية والصحية وموقع إقامته، مما يسهل تقديم الخدمات خلال موسم الحج. وبيّن أن هذه البطاقة ساعدت في تقليل حالات الضياع بين الحجاج بفضل إمكانية تحديد موقعهم بسهولة.
وعن تطبيق “نسك”، قال إنه يهدف لأن يكون أداة شاملة للمسلمين حول العالم، مشيراً إلى استمرارية الخدمات التي يوفرها التطبيق، مثل حجز الروضة الشريفة وتنظيم المواعيد، مما ساعد على زيادة القدرة الاستيعابية للمواقع المقدسة.
تطوير النقل اللوجستي
بدوره، أكد المهندس صالح الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية في السعودية تعمل بتنسيق متكامل، حيث تشمل جميع مكونات النقل البري والسككي والبحري والجوي. وأوضح أن هذه المنظومة تسهم في توفير خدمات شاملة ومتميزة تسهل رحلة الحجاج والمعتمرين وفق توجيهات القيادة.
ولفت الجاسر إلى أن التكامل بين هذه الخدمات يشمل أيضاً التنسيق مع وزارات مختلفة، كالحج والداخلية والصحة، حيث يتم تكثيف الموارد لتقديم خدمات متطورة ومتناسقة، مما يساهم في تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين كل عام.
تراث المدينة
فيما يتعلق بالمدينة المنورة، اعتبر المهندس فهد البليهشي أن المدينة التاريخية جزءٌ رئيسي من خدمات الحجاج، مشيراً إلى الزيادة الملحوظة في عدد الزوار، التي تجاوزت 18 مليون زائر في عام 2024، مما يشير إلى تطور المدينة وجودة الخدمات المقدمة.
وأوضح البليهشي أيضاً أن المدينة تحتوي على أكثر من 2000 موقع تاريخي مسجل، ويتم العمل حالياً على تطوير أول 100 موقع منها، مع الانتهاء من تفعيل 45 موقعاً، ليكونوا جاهزين للزيارة ورفع الوعي حول أهميتهم.
مشاريع مكة المكرمة
بشأن مكة المكرمة، تحدث المهندس صالح الرشيد عن التحديات المرتبطة بتطوير المدينة المقدسة، لكنه أشار إلى تحقيق تقدم ملحوظ في تطوير البنية التحتية والمرافق العامة، مما يسهم في تحسين وتنظيم حركة النقل بالمشاعر المقدسة.
تحسين تجربة النقل
في إطار سعيها لتقديم خدمات نقل متطورة، تم الإعلان عن مبادرات جديدة لتحسين تجربة النقل للزوار في المنطقة المركزية بمكة المكرمة، تشمل خدمات النقل الذكية مثل التاكسي المتطور والتقنيات الكهربائية، ما يسهل التنقل ويخفف من الزحام.
وفي ختام الجلسة، أشار الحضور إلى أن الجهود المبذولة تأتي ضمن إطار “رؤية المملكة 2030″، التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات لكافة ضيوف الرحمن، وجعل تجربة الحج والعمرة أكثر راحة وأماناً.
هذا ويُعقد مؤتمر الحج والعمرة في “جدة سوبر دوم” من 13 إلى 16 يناير الحالي، تحت شعار “الطريق إلى النسك”، بالشراكة مع برنامج “خدمة ضيوف الرحمن”، كجزء من “رؤية السعودية 2030”. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية لخدمة الحجاج، من خلال تمكين الابتكار وتطوير الخدمات التي تعكس التزام البلاد بخدمة الإسلام والمسلمين.
