الجمعة 28 مارس 2025
spot_img

اجتماع روسي أميركي حول أوكرانيا نهاية الأسبوع المقبل

أعلنت موسكو، يوم الأحد، عن تنظيم اجتماع مع دبلوماسيين أميركيين مقرر في نهاية الأسبوع المقبل، بعد المحادثات التي أجريت بين روسيا والولايات المتحدة في السعودية في 18 فبراير. تأتي هذه الخطوة عقب محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، دونالد ترمب. وقد أكد البيت الأبيض أن ترمب قادر على إنهاء النزاع في أوكرانيا، فيما أبدى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده للتنحي مقابل ضمانات لبلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتأتي هذه التطورات تزامنًا مع اقتراب الذكرى الثالثة للاجتياح الروسي لأوكرانيا، وسط تغيرات ملحوظة في موقف الرئيس الأميركي تجاه كييف.

اجتماع مرتقب

صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عن انفتاح بلاده على الحوار مع الولايات المتحدة، خاصة بشأن القضايا المثيرة للجدل في العلاقات الثنائية. وذكر أنه يتطلع إلى تحقيق تقدم حقيقي في الاجتماع المقرر في نهاية الأسبوع. وأضاف أن الاجتماع سيعقد على مستوى رؤساء الدوائر من وزارتي الخارجية في البلدين، مما يشير إلى تسارع الحوار بين الجانبين.

من جهة أخرى، أعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، عن ارتياحه تجاه التحول في الموقف الأميركي ووجهات نظر ترمب تجاه زيلينسكي. وأكد بأن السلام هو مشروع طموح للجميع، موضحًا أن الاختلافات بين الجانبين يجب ألا تعيق الإرادة السياسية للرئيسين. ووصف الانتقادات الموجهة لزيلينسكي من قبل ترمب بأنها طفيفة، معتبرًا أن الرئيس الأوكراني قد يكون محاصرًا بمساحة ضبابية تابعة للمصالح الروسية.

خطاب بوتين

في خطوة ذات دلالة رمزية، ألقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خطابًا بمناسبة “يوم المدافعين عن الوطن”، حيث أكد أن الله قد كلفه وجيشه بمهمة الدفاع عن روسيا. وأعرب بوتين، خلال احتفال في الكرملين، عن اعتزازه بالدور الذي لعبه جنود بلاده في الصراع، مشددًا على أهمية تعزيز القدرات العسكرية في مواجهة التغيرات العالمية السريعة.

وأكد بوتين على الجهود المستمرة لتقوية الجيش الروسي، مع توجيه ميزانية الدولة نحو المجهود الحربي، مؤكدًا أن الاستراتيجية العسكرية ستظل ثابتة مع العمل على تحسين القدرة القتالية لروسيا. كما دعا إلى إعادة هيكلة البنية الأمنية في أوروبا بما يتماشى مع الأهداف الروسية.

دعوة زيلينسكي

في الوقت نفسه، دعا الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، إلى موقف موحد من الولايات المتحدة وأوروبا لتحقيق “سلام دائم” في بلاده. وأعلن زيلينسكي استعداده للتنحي إذا كان ذلك سيساعد في إقامة السلام، مشيرًا إلى أهمية الحصول على ضمانات أمنية موجبة للانضمام إلى “الناتو”.

ويشهد الأسبوع الحالي تحركات نشطة على الساحة السياسية مع لقاءات مرتقبة لترمب مع القادة الأوروبيين، حيث يسعى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لإقناع الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا في المفاوضات القادمة.

استجابة للأزمات

قال المسؤولون الأوروبيون إن ماكرون وستارمر سيستجيبان لدعوات ترمب لتعزيز الإنفاق الدفاعي في حلف شمال الأطلسي، مما يعكس التوجهات الجديدة في السياسات الأوروبية. وقد أعرب ترمب، خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ، عن استيائه من توزيع المساعدات العسكرية بين الولايات المتحدة وأوروبا، بينما لم يشر إلى بدء النزاع من قبل روسيا.

على الصعيد الدبلوماسي، اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الثالثة للاجتياح الروسي، يدعو إلى إنهاء النزاع وتحقيق سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا. من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الحفاظ على سيادة أوكرانيا ووحدتها ضمن الحدود المعترف بها دوليًا.

الوضع العسكري

على الجانب العسكري، شهد الأسبوع الأخير تصاعدًا في الهجمات الروسية، مع تأكيدات بأن الجيش الروسي قد سيطر على مناطق جديدة في دونيتسك الشرقية. وسجلت أوكرانيا هجومًا هو الأكبر عددًا من المسيّرات المعادية منذ بداية النزاع، فيما أكد المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني على التصدي لما يقرب من 138 مسيّرة معادية بنجاح.

وتعرضت مناطق متعددة، بما في ذلك العاصمة كييف، لقصف من القوات الروسية، بينما شهدت منطقة كريفي ريغ مأساة بفعل قصف صاروخي أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين. هذه التطورات تشير إلى استمرار الصراع بظروف معقدة، واحتياج أوكرانيا المتزايد للمساعدات الغربية في ظل تصاعد تهديدات العدوان الروسي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك