تصدرت الأحداث المتسارعة في الساحل السوري جدول أعمال اجتماع دول جوار سوريا، الذي عُقد في عمان يوم الأحد. الاجتماع، الذي جمع وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أركان الدول المشاركة، ناقش آليات تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح.
إجماع على محاربة الإرهاب
أسفر الاجتماع الذي شمل وزراء من الأردن وتركيا وسوريا والعراق ولبنان، عن توافق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب، خاصة مع عودة ظهور تنظيم «داعش» في المنطقة. وقد أكد المجتمعون على أهمية تعزيز التنسيق الأمني لمواجهة التحديات المتزايدة في ظل التطورات الحالية.
في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة، أن الاجتماع سيتناول قضايا الأمن في الجنوب السوري، بالإضافة إلى ملفات الطاقة والمياه، إلا أن مكافحة الإرهاب ستظل في مرتبة الصدارة. يبقى الجانب الأمني والعسكري مقدماً بعد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مناطق في الجنوب السوري، وسعي تل أبيب لفرض واقع عسكري دائم في مناطق غرب درعا.
دعم الشعب السوري
يهدف الاجتماع إلى استكشاف سبل دعم الشعب السوري في مساعيه لإعادة بناء وطنه، من خلال تعزيز السيادة والأمن والاستقرار، والتخلص من الإرهاب. كما تطرق البيان الأردني الصادر قبل الاجتماع إلى دعمه لاستقرار سوريا ووحدتها في مواجهة التدخلات الخارجية، خاصة ما يتعلق بالتدخلات الإيرانية.
تعكس مخرجات الاجتماع مخاوف الأردن بعد تزايد الخطر الأمني الناجم عن الفوضى في الجنوب السوري. تمثل الأحداث المستمرة تحدياً كبيراً للحكومة الأردنية، التي تسعى للحفاظ على أمنها واستقرارها في وقت تتنامى فيه الاعتداءات الإسرائيلية.
تحديات إقليمية
تواجه الأردن تهديدات متعددة بفعل المخاوف من تصاعد الفوضى في الجنوب السوري، وخاصة مع تدهور الوضع الأمني بعد اعتداءات إسرائيل على أراضٍ سورية. حالياً، تراقب الأجهزة الأمنية الأردنية تحركات خلايا إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش»، التي تحاول استعادة نشاطها.
وفي هذا السياق، يظهر التحدي الأمني في الجنوب السوري كأحد أبرز القضايا التي تتطلب مزيداً من التنسيق بين الدول المجاورة. كما أن إعادة تأهيل البنية التحتية، على رأسها مشروع الكهرباء، يعد من الملفات الحيوية للجانب الأردني، وسط قلق مستمر حيال استغلال مصادر المياه.
الوجود الإسرائيلي وتأثيره
تسجل إسرائيل غياباً عن اجتماعات الأزمات الإقليمية، حيث لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية إلا مع عمان وأنقرة. تزداد تعقيدات الوضع السوري بعد دخول تل أبيب العسكري إلى بعض المناطق، مما يعكس محاولاتها لتوسيع دائرة نفوذها على حساب الأراضي السورية.
من الواضح أن الوجود العسكري الإسرائيلي في الجنوب السوري لا يسعى فقط لتحقيق أهداف مؤقتة، بل يهدف إلى خلق واقع جديد يتخطى حدود الشرق الأوسط المعروفة. كما تشير المعلومات إلى احتمالات مغادرة القوات الأميركية لمواقعها في الشمال، مما يثير تساؤلات حول مصير الوضع الأمني المتوتر هناك.
اجتماعات تنسيق أمنية
في ظل هذه الأوضاع، عُقدت اجتماعات تنسيق الأمن الإقليمي بين الأردن وتركيا، لتحديد كيفية مواجهة المخاطر الناجمة عن نشاط تنظيم «داعش». يتصدر خطر التدخل الأردني عناوين المناقشات، حيث تسعى عمان لتأمين مراكز دفاعية لصد تهديدات محتملة.
تشير التحركات الأردنية إلى وجود رغبة من قبل الحكومة الأردنية في تعزيز التعاون مع الشركاء المستهدفين، بينما تحاول تأمين حدودها من أي خطر متزايد. كما سجلت اللقاءات التنسيقية مزيدًا من التأكيدات على الحوار بين المسؤولين الأردنيين والسوريين في سياق دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.