الجمعة 24 يناير 2025
spot_img

ائتلاف فصائل جنوب سوريا يرفض حل سلاحه رغم التغييرات

تتميز الأوضاع الأمنية في جنوب سوريا بتصعيدٍ متجدد، حيث يصر ائتلاف فصائل مسلحة على التمسك بسلاحه، رغم إعلان السلطات الجديدة عن قرار حل جميع التشكيلات العسكرية. وقد أبدى الائتلاف استعداده للانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع، وفق ما صرح به متحدث باسمهم لوكالة الصحافة الفرنسية.

اتفاق حل الفصائل

في 25 ديسمبر، أعلنت السلطات الجديدة عن التوصل إلى اتفاق مع كافة الفصائل المسلحة يهدف إلى حلها وإدماجها ضمن وزارة الدفاع. وكان هذا الإعلان قد جاء بعد اجتماع غاب عنه “غرفة عمليات الجنوب”، الائتلاف العسكري في محافظة درعا، الذي قادته شخصيات رئيسية مثل أحمد العودة.

الموقف من الحل

قال العقيد نسيم أبو عرة، الناطق باسم “غرفة عمليات الجنوب”: “لا نقتنع بفكرة حل الفصائل، لدينا سلاح ومعدات ثقيلة وتجهيزات كاملة، وأرى أنه يتوجب علينا الاندماج كجسم عسكري مع وزارة الدفاع”.

خلال حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضح أبو عرة، الذي انشق عن الجيش السوري عام 2012، أن الفصائل تحت قيادته تُعد قوة منظمة في الجنوب السوري تتألف من ضباط منشقين يديرون العمليات هناك.

دخول دمشق

في الثامن من ديسمبر، قامت فصائل مسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” بدخول العاصمة دمشق، عقب هجوم مفاجئ بدأ شمال البلاد في 27 نوفمبر. وقد أسفر هذا الهجوم عن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ونهاية حكم عائلته الذي استمر لأكثر من نصف قرن.

أثر النزاع

انطلق النزاع في سوريا في مارس 2011، حيث بدأت الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد والتي قوبلت بقوة عسكرية شديدة. ومنذ ذلك الحين، أدى النزاع لمقتل أكثر من نصف مليون شخص وتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ متعددة.

محافظة درعا، التي كانت مهد الاحتجاجات، هي المنطقة الوحيدة التي لم يتم إخراج جميع مقاتلي الفصائل المعارضة منها بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها في يوليو 2018. حيث تم التوصل إلى اتفاق تسوية برعاية موسكو الذي أوقف العمليات العسكرية، مع استمرار وجود بعض المقاتلين الاحتفاظ بأسلحة خفيفة.

التواجد في دمشق

تشكلت “غرفة عمليات الجنوب” في السادس من ديسمبر من مقاتلين محليين سابقين وآخرين أجروا تسويات مع النظام. وذكر العقيد أبو عرة أن قواتهم كانت “أول من دخل دمشق” فجر الثامن من ديسمبر بعد فرار الأسد.

وأضاف أنه تم إعداد رتل في ساعات متأخرة من الليل لدخول العاصمة، مشيراً إلى أنهم تمكنوا من تأمين الحماية للمراكز الحيوية في المدينة.

الحماية الدولية

كما أشار أبو عرة إلى أن قواته قامت بتأمين الحماية لمقرات الأمم المتحدة ولعدة سفارات عربية وغربية، بما في ذلك سفارتي مصر والأردن. وقد رافقوا أيضاً دبلوماسيين إلى فندق “فور سيزونز” حيث تجمع العديد من الدبلوماسيين من دول مختلفة.

بعد ذلك، انسحبت قوات أحمد العودة من العاصمة بقرار احترازي خشية حدوث فوضى أو صدام مسلح وفقاً لما ذكره أبو عرة، حيث عادوا إلى مدينة درعا بعد ظهر الثامن من ديسمبر. كما التقى العودة بقائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع بعد يومين من سقوط دمشق لكنه لم يشترك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 ديسمبر وكان يضم قادة فصائل مسلحة قبلت الانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.

اقرأ أيضا

اخترنا لك