في تطور يعمق الأزمة اللبنانية، جددت إيران دعمها المطلق لـ”حزب الله”، مؤكدة أنه جزء لا يتجزأ من “مشروع المقاومة” الإقليمي. هذا الدعم الإيراني يرسخ مكانة الحزب كأداة استراتيجية لطهران، وليس مجرد فاعل سياسي داخلي في لبنان.
دعم إيراني كامل
أكد علي لاريجاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، خلال زيارته الأخيرة لبيروت، على هذا الدعم. لاريجاني، الذي حضر الذكرى السنوية لاغتيال قياديين سابقين في الحزب، التقى نبيه بري ونواف سلام، حيث شدد الأخير على أهمية الاحترام المتبادل لسيادة البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
“حصن الشعب اللبناني”
بعد لقائه بري، وصف لاريجاني “حزب الله” بأنه “حصن للشعب اللبناني”، معتبرا أن “المقاومة تمثل رأس مال كبيراً للأمة الإسلامية”. وأضاف أن بلاده تتطلع إلى منطقة قوية ومستقلة في مواجهة “المؤامرات الإسرائيلية”.
دعوة للتعاون الإقليمي
ودعا المسؤول الإيراني إلى تعاون وثيق بين دول المنطقة لتجاوز الخلافات، في إشارة واضحة إلى ضرورة تنسيق المواقف بين طهران وحلفائها، وفي مقدمتهم “حزب الله”. كما أشاد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم، معتبراً أن الحوار مع السعودية يصب في مصلحة استقرار لبنان.
موقف الحرس الثوري
تلاقى موقف لاريجاني مع بيان “الحرس الثوري” الإيراني، الذي أكد أن “المقاومة ليست مؤسسة قابلة للإلغاء”، بل هي “هوية وفكر وثقافة حيّة متجذّرة في قناعات الشعوب”. وأضاف البيان أن “جبهة المقاومة” أصبحت رمزاً للعزة وقوة استراتيجية على المستويين الإقليمي والعالمي.
استمرار الدعم الإيراني
كما عبّر “الحرس الثوري” عن دعمه لقيادة نعيم قاسم، مؤكداً استمرار إيران في دعم جهود “حزب الله” لحماية أمن لبنان واستمرارية “خط المقاومة”. هذا التأكيد يشدد على التزام طهران الراسخ بدعم الحزب.
خط الدفاع الأول
على عكس الرأي القائل بأن إيران تستخدم “حزب الله” كورقة تفاوضية، يرى الدكتور رياض قهوجي أن الحزب هو “خط الدفاع الأول والأساسي عن إيران”. وأضاف قهوجي أن الحزب يقدم نفسه ومقاتليه كجنود في جيش الولي الفقيه وجزء لا يتجزأ من “الحرس الثوري الإيراني”.
استراتيجية إيرانية إقليمية
وأوضح قهوجي أن طهران تعد “حزب الله” امتداداً عضوياً لها، وهي على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم لتمكينه من استعادة قوته. وأكد أن هذا الدعم ليس نابعاً من مصلحة لبنانية، بل من استراتيجية إيرانية إقليمية تضع الحزب في قلب مشروعها التوسعي.
علاقة تبعية عضوية
وشدد قهوجي على أن العلاقة بين الطرفين ليست تحالفاً تقليدياً، بل علاقة تبعية عضوية، حيث نشأ الحزب فصيلاً مباشراً ضمن “الحرس الثوري” الإيراني. واعتبر أن تصريحات لاريجاني وبيان “الحرس الثوري” يعكسان التوجه الإيراني الحاسم بضرورة بقاء الحزب وحمايته.
ضغوط متزايدة
هذا التشدد الإيراني يزيد الضغوط على الدولة اللبنانية، العاجزة عن فرض سلطتها على كامل أراضيها، بحسب قهوجي. وأشار إلى أن الدولة اللبنانية “تقف محرجةً بين المطالبات الدولية بفرض سلطتها وسيادتها وقرارها، وبين واقع (حزب الله) بوصفه قوةً عسكريةً مستقلةً ملتصقةً مباشرةً بالمحور الإيراني”.


