السبت 8 فبراير 2025
spot_img

إيران تستعرض قوتها العسكرية وسط تصاعد التوتر مع إسرائيل

استعرضت إيران قوتها العسكرية يوم الأربعاء، حيث قامت بإظهار نظام الدفاع الجوي الروسي S-300 جنبًا إلى جنب مع نظام برافار-373 المحلي الصنع في مناورة عسكرية. تأتي هذه الخطوة كإشارة واضحة إلى إسرائيل بأن طهران لا تزال قادرة على الدفاع عن مجالها الجوي رغم الضربات الجوية الإسرائيلية التي وقعت في أكتوبر، والتي تسببت، وفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، في أضرار جسيمة في بنية إيران الدفاعية.

توقيت المناورة

تزامن تنفيذ هذه المناورة مع اجتماع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتخطيط حول طموحات طهران النووية وتأثيرها الإقليمي.

أكد الزعيمان على موقفهما المتشدد، بأن إسرائيل والولايات المتحدة لن تسمحا لإيران بتطوير أسلحة نووية. وبدا ترامب مصممًا على تنفيذ حملته لتحقيق “أقصى ضغط” اقتصادي على إيران من خلال خفض صادراتها النفطية إلى الصفر.

رد إيران على الضغوطات

في 26 أكتوبر، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الضربات الدقيقة على مصانع الصواريخ والأهداف العسكرية في عمق الأراضي الإيرانية، مستهدفة مواقع قرب طهران وغرب إيران. هذه الضربات جاءت بعد هجوم إيراني غير مسبوق في 1 أكتوبر، حيث أطلقت طهران نحو 200 صاروخ بالستي على إسرائيل، مما يُعتبر من بين أكثر الهجمات جرأة في التاريخ الحديث.

ردت وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية يوم الأربعاء ببث لقطات لعملية دفاع جوي منسقة. ظهرت الفيديوهات تطلق فيها الطائرات الاعتراضية من نظامي S-300 وبرافار-373 محاكية تهديدًا معاديًا. وكانت الرسالة واضحة: إن شبكة الدفاع الجوي الإيرانية لا تزال عاملة بالكامل وقادرة على مواجهة أي اقتحام.

الهجوم الإسرائيلي وموقف إيران

أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن “أعداء إيران زعموا زوراً أن دفاعاتنا الجوية بعيدة المدى تم تحييدها في أكتوبر”، محاولةً التصدي للادعاءات بأن طهران أصبحت مكشوفة وهشة.

بعد الضربات الإسرائيلية، أكد وزير الدفاع آنذاك يواف غالانت أن الهجوم قد أدى إلى تدهور كبير في موقف إيران العسكري، تاركًا قدراتها الدفاعية والهجومية في حالة ضعيفة. وحذر من أن أي صدام مستقبلي سيشهد معاناة إيران في الرد بفاعلية، وهو ادعاء يظهر أن عرض القوة الأخير لطهران مصمم على دحضه.

نظام S-300 والتطورات العسكرية

يعتبر نظام S-300 سلسلة من أنظمة صواريخ الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى التي طورتها NPO Almaz، حيث دخل النسخة الأولية S-300P الخدمة في عام 1979. تم تصميم هذا النظام لمواجهة الطائرات والصواريخ الجوالة، ولاحقًا، الصواريخ البالستية، مما يجعله أداة دفاع جوي متعددة الاستخدامات.

شهدت هذه التكنولوجيا تطورات ملحوظة عبر السنوات، حيث تم إدخال نماذج جديدة تشمل طرازات مثل S-300PS، الذي تم تقديمه في عام 1982، والذي استخدم صاروخ 5V55R بعيد المدى، مما زاد نطاق رماية النظام إلى حوالى 90 كم. وقد عُرف الطراز S-300PMU كنسخة تصديرية، مقدمة قدرات محسنة، بما في ذلك القدرة على مواجهة الصواريخ البالستية.

تطور نظام S-300

تعددت الإصدارات المحسنة للنظام، مثل S-300V، الذي يركز على الدفاع الجوي للجيش بدلاً من القوة الجوية فقط، وS-300PMU1، الذي تم تقديمه في 1993، مما عزز قدراته ضد الصواريخ البالستية. يعتبر S-300PMU-2، المعروف عالميًا باسم SA-20B، أحد أكثر النسخ تطورًا، بتحديثات رئيسية على نظام التصميم والتي زادت من قدراته في التصدي للتهديدات المتنوعة.

على الرغم من أن نظام S-300 تم استبداله تدريجياً بنظام S-400 الأحدث، إلا أنه لا يزال يستخدم مع تحديثات مستمرة لمواكبة التهديدات المعاصرة.

أهمية نظام S-300

يمثل نظام S-300 علامة بارزة في تكنولوجيا الدفاع الجوي السوفيتية والروسية، حيث تطور من مجرد نظام دفاع جوي بسيط إلى أداة متعددة الجوانب قادرة على التصدي لأشكال مختلفة من التهديدات الجوية، مع إرث يستمر في التأثير على استراتيجيات الدفاع الجوي الحديثة حول العالم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك