الثلاثاء 11 فبراير 2025
spot_img

كل ما تريد معرفته عن الجراح المصري العالمي

إنجازات مجدي يعقوب.. قصة العبقري الذي أعاد الحياة للقلوب

مجدي يعقوب” ليس مجرد عالم يتردد اسمه في أروقة الطب، إنه أيقونةً عالمية تجسدت فيها العبقرية الإنسانية، ورمزاً اجتمعا فيه العلم بالرحمة. اسم الدكتور مجدي يعقوب يصدح صداه مخاطباً القلوب ومداويها، إنه الرجل الذي جعل من نبض القلوب مشروع حياته، ومن إنقاذ الأرواح رسالته الأبدية؛ إنجازات مجدي يعقوب ليست فقط دليلاً على عبقريته الطبية، بل هي قصة تَروي كيف يُمكن للإصرار والعلم أن يصنعا معجزة، وكيف يمكن لقلب إنسان أن يخفق بحب البشرية كلها.

من هو مجدي يعقوب؟

يلمع اسم السير مجدي يعقوب كواحد من أعظم الشخصيات التي صنعت فرقًا في حياة الملايين؛ في أحدث إنجازاته -قبل أيام- أدهش العالم بابتكاره لصمام قلب طبيعي قادر على النمو داخل الجسم مدى الحياة، مانحًا الأمل للمرضى حول العالم ومثبتًا أن حدود العلم ليست إلا بداية. وفي وطنه مصر، يتجدد الإيمان بقدرته على إحداث الفرق باختياره ضمن تشكيل المجلس الاستشاري لعلماء وخبراء مصر، ليواصل مسيرته في تقديم رؤى تنير درب التقدم العلمي والإنساني.

إنه العالم المصري والطبيب والجراح النابغة، الذي منحته ملكة إنجلترا إليزابيث لقب “فارس”، ولقبته الأميرة ديانا بـ”ملك القلوب”، وهو لقب استحقه عن جدارة، إذ أنه لم يساهم فقط في تطوير عمليات زراعة القلب، وإنما زرع بإنسانيته بذور العطاء والرحمة، الجوائز التي فاز بها مجدى يعقوب تشهد بذلك وإسهاماته العلمية والخيرية تؤكد على ذلك، فقد ترك بصمة لن تُمحى من قلوب الملايين حول العالم، ليبقى إرثه المهني والإنساني مصدر إلهام دائم للبشرية.

تحت عنوان “20 معلومة عن ملك القلوب.. مجدي يعقوب“، قدمت قناة دال تقريرًا مصورًا، استعرضت فيه مسيرة حياة وإنجازات جراح القلب العالمي، العالم المصري الدكتور مجدي يعقوب، التقرير ألقى الضوء على رحلة هذا النابغة، وإسهاماته الطبية والإنسانية التي أبهرت العالم وألهمت الملايين، وتمت الإشارة إلى هذا الفيديو في تقرير بعنوان: “مجدي يعقوب.. 20 معلومة عن الجراح المصري العالمي “فارس” بريطانيا

اين ولد مجدي يعقوب

من أهم المعلومات عن مجدي يعقوب والتي يبحث عنها الكثير هي: اين ولد الدكتور مجدي يعقوب؟ ومتى ولد؟ ومن والد مجدي يعقوب؟.. ولد مجدي يعقوب في 16 من نوفمبر عام 1935 بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، في بيئة متواضعة، زرع فيه والده “حبيب” الطبيب الجراح حب العلم وخدمة الإنسانية، وكان لوفاة عمته “يوجين” شقيقة والده الصغرى الفضل فيما هو عليه الآن، إذ توفيت بسبب مرض القلب الروماتيزمي وكانت وفاتها الشرارة التي أشعلت داخله شغفه التخصص في جراحة القلب والعمل في هذا المجال الصعب والحساس.

تخرج مجدي يعقوب في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1957، ومنذ تلك اللحظة انطلق في مسار أكاديمي ومهني حافل بالإنجازات؛ بدأ مسيرته المهنية في مصر، لكن طموحه الكبير قاده إلى بريطانيا عام 1962، حيث عمل جراحًا في مستشفيات مرموقة هناك، وتزوج يعقوب من سيدة ألمانية تُدعى ماريان، توفيت عام 2012، وله منها ثلاثة أبناء: أندرو، وصوفي، وليزا.

رحلة الصعود.. وبداية السيرة الذاتية للدكتور مجدي يعقوب

في بريطانيا، لم يكن دكتور مجدي يعقوب مجرد طبيب مهاجر، إذ سرعان ما أصبح مستشارًا لمستشفى هاريفيلد، ومع انتقاله إلى مستشفى “هاريفيلد” في لندن، بدأت رحلة إنجازات الدكتور مجدي يعقوب نحو العالمية، حيث تولى قيادة برنامج زراعة القلب في المستشفى عام 1980، وأجرى وفريقه الطبي أكثر من 1000 عملية زراعة قلب خلال عشر سنوات فقط، وبفضل نجاحاته المذهلة، أصبح مستشفى هاريفيلد مركزًا عالميًا لزراعة الأعضاء البشرية في إنجلترا.

كتبت عن السيرة الذاتية للدكتور مجدي يعقوب ونجاحاته وإنجازاته الصحف البريطانية والعالمية؛ فتحت عنوان: “الجراح النابغة، الذي يعزف يوميًا لحن الأمل والحياة”، أفردت له جريدة التايمز البريطانية -عام 1978- صفحاتها الأولى لتقدم لقرائها يومًا في حياة مجدي يعقوب.

في عام 1986، عُيّن يعقوب أستاذًا في المعهد الوطني للقلب والرئة بجامعة إمبريال كوليدج البريطانية، حيث واصل أبحاثه التي أثمرت عن عشرات الابتكارات الطبية، فإلى جانب عمله الجراحي، حرص يعقوب على تطوير تقنيات جديدة ورائدة في جراحة وزراعة القلب والرئة، لم تكن هذه التقنيات مجرد تحسينات طبية، بل كانت ثورات علمية أحدثت نقلة نوعية في علاج أمراض القلب المستعصية، واختاره “توني بلير” رئيس وزراء بريطانيا السابق، لمهمة إصلاح نظام التأمين الصحي في المملكة المتحدة.

“ملك القلوب”

لم يكن لقب “ملك القلوب” الذي منحته له الأميرة ديانا مجرد إشارة إلى مهارته في جراحة القلب، بل كان تعبيرًا عن إنسانيته العظيمة، ففي عام 1995 أسس يعقوب “سلسلة الأمل” في المملكة المتحدة، وهي مؤسسة طبية خيرية، ‏تهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة حول العالم، حيث تجوب الطواقم الطبية المتطوعة في هذه السلسلة مراكز القلب المتخصصة في جميع أنحاء العالم، لإجراء العمليات للأطفال وإنقاذ حياتهم.

مؤسسة مجدي يعقوب للقلب

وفي عام 2009، عاد يعقوب إلى وطنه مصر -بعد رحلة عطاء عالمية- ليؤسس مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في أسوان، هذا الصرح الذي يُعتبر من أعظم الصروح الطبية لعلاج أمراض القلب، حيث تُقدم مؤسسة مجدى يعقوب الخدمات الطبية المجانية للمواطنين، وتجمع ما بين العلاج والبحث العلمي الرائد؛ مستشفى مجدى يعقوب يعدّ واحدًا من أهم المراكز الطبية في الشرق الأوسط، ويستقطب أطباء وعلماء من مختلف أنحاء العالم للتدريب والعمل.

معلومات عن مجدي يعقوب: دخل موسوعة “جينيس”

من أهم المعلومات عن مجدى يعقوب، أنه دخل موسوعة جينيس بسبب عملية زراعة قلب “كأطول مدة يعيشها شخص بقلب منقول”، إذ قام في عام 1983 بإجراء عملية زرع قلب لشخص، هذا الشخص عاش بعد إجراء العملية لمدة 33 عاما، حيث توفى عام 2016.

أنجز الدكتور مجدى يعقوب، أكثر من عشرين ألف عملية قلب في بريطانيا، وحين أصبح عمره 65 عام، اعتزل إجراء العمليات الجراحية، واستمر في أداء عمله كاستشاري ومنظر لعمليات نقل الأعضاء، لكنه قطع اعتزاله للعمليات في عام 2006، لكي يقود عملية معقدة، حيث كانت تتطلب هذه العملية القيام بإزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، وكان يعقوب هو من زرع القلب وترك القلب الطبيعي مكانه.

من إنجازات مجدي يعقوب: صمامات قلب حية

لم يكتفي دكتور مجدى يعقوب بما حققه من إنجازات، ففي كل محطة من حياته كان يبحث عن تحدٍ جديد، أحدَثُ إنجازات مجدي يعقوب هو ابتكار صمامات قلب طبيعية حية قادرة على النمو الذاتي داخل الجسم، هذه التقنية -التي طورها هو فريقه البحثي- تُعد من أعظم ابتكارات العصر، تُتيح للصمام أن يكبر مع الأطفال دون الحاجة إلى عمل عمليات جراحية إضافية.

ووصف يعقوب هذا الإنجاز بأنه “هدية للإنسانية”، مؤكداً أن هذه الصمامات يمكن زرعتها بالقسطرة بدلاً من العمليات الجراحية، وأنها ستُغير مستقبل علاج أمراض القلب في العالم، ومن المتوقع أن تصبح هذه التقنية متاحة عالميًا خلال عامين، مع خطط لتوفيرها في مصر خلال المراحل الأولى، بل وتصنيعها في مصر أيضا إذا توفرت لها الإمكانات اللازمة إلى جانب إنجلترا وألمانيا وهولندا.

الجوائز التي فاز بها مجدى يعقوب

حصل السير مجدي يعقوب على العديد من الجوائز والأوسمة الدولية والمحلية، ومن بين الجوائز التي فاز بها مجدي يعقوب قلادة النيل العظمى عام 2011 والتي تُعد أعلى وسام في مصر وذلك تقديراً لإسهاماته العلمية والإنسانية، كما نال لقب “فارس” من ملكة إنجلترا عام 1991 والتي سلمته أيضا وسام الاستحقاق عام 2014، بالإضافة إلى وسام دولة باكستان، ووسام الجمهورية اللبنانية، ووسام مدينة أثينا، وجائزة الانجاز المتميز عام 1999، وجائزة الجمعية الدولية لجراحة القلب وزرع الرئة عام 2004، وحصل يعقوب أيضا على الميدالية الذهبية من الجمعية الأوروبية لأمراض القلب عام 2006، ووسام الاستحقاق من رئيس الأكاديمية الدولية لعلوم القلب والأوعية الدموية عام 2007، وجائزة زياد للأخوة الإنسانية… وغيرهم الكثير من الجوائز.

مصدر إلهام للأجيال

السيرة الذاتية للدكتور مجدى يعقوب وحياته وإنجازاته ليست مجرد صفحات من حياة طبيب بارع أو عالم مبدع، بل هي سيمفونية إنسانية نسجت ألحانها من الإصرار والشغف والعطاء اللامحدود، إنها رسالة حية تُخاطب الشباب: أن الأحلام العظيمة لا تتحقق إلا بالعمل الدؤوب والقلب المفعم بالإيمان بما يمكن تحقيقه، رسالته التي اختزلها في قوله: “لا حدود للإبداع إذا كان مدفوعًا بالشغف والإصرار” تلهم أجيالًا جديدة ليتخطوا العقبات ويرسموا مساراتهم نحو التميز.

ما يميز مجدي يعقوب ليس فقط مهاراته الاستثنائية التي منحت الحياة لآلاف القلوب، بل إنسانيته العميقة التي تجاوزت حدود العلم والألقاب، لقد قدّم للعالم إرثًا خالدًا من الإبداع والخير، إرثًا سيظل مصدر إلهام يوقظ في النفوس شغف التحدي وروح العطاء، كتابة سيرة غيرية عن مجدي يعقوب تُظهر كيف يمكن للإبداع والإنسانية أن يُلهما العالم، صور مجدي يعقوب وأعماله الخيرية ستظل محفورة في الأذهان وشاهدة على عظمة هذا الرجل الذي أضاء حياة الملايين.

إذا أردنا كتابة سيرة ذاتية عن مجدي يعقوب، فلا تكفيه السطور، يمكننا فقط أن نسلط الضوء على إنجازاته العظيمة التي غيرت حياة الملايين، سيظل “ملك القلوب” رمزًا عالميًا، ليس فقط لمن أنقذ أرواحهم، ولكن لكل من رأى في سيرته حافزًا ليكافح، ليحلم، وليحقق.. إنه نجم أضاء سماء الإنسانية، وسينيرها لأجيال قادمة بإنجازاته التي حُفرت في القلوب، لتبقى ذكراه شاهدة على عظمة الإنسان حين يسخر علمه لخدمة البشرية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك