الأحد 23 مارس 2025
spot_img

إقصاء الأكراد يثير ردود فعل رافضة في سوريا

في خطوة استثنائية، عقد وفد رفيع المستوى من التحالف الدولي، يضم مبعوثين أميركيين وفرنسيين، سلسلة من الاجتماعات مع قادة أحزاب «المجلس الوطني الكردي» والإدارة الذاتية. تأتي هذه الاجتماعات عقب استبعاد الأكراد من تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار المزمع إقامته قريباً، رغم كونهم ثاني أكبر القوميات في سوريا. وقد تواصلت ردود الفعل الرافضة من جهات كردية حيال هذا الإقصاء.

اجتماعات مع التحالف الدولي

أشار فيصل يوسف، المتحدث الرسمي باسم «المجلس الوطني الكردي»، إلى أن اجتماعاً عُقد أمس مع وفد التحالف الدولي ومبعوثي الولايات المتحدة وفرنسا. تناول الاجتماع التطورات الأخيرة في الساحة السورية، وإعادة تنشيط الحوارات الداخلية بين الأحزاب السياسية، فضلاً عن قرار إبعاد الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن اللجنة.

وأضاف يوسف في تصريح لـ”الشرق الأوسط»: “لقد أبدينا موقفنا الواضح والصريح الذي يتفق عليه العديد من الأحزاب الكردية”. كما نظرت الأطراف الدولية في التطورات الناتجة عن سقوط النظام السابق، وأكدت على ضرورة تشكيل وفد كردي موحد للتفاوض مع حكومة دمشق.

رفض إقصاء الأكراد

توالت ردود الفعل السلبية من القوى السياسية بعد تأكيد استبعاد الكرد من التمثيل في لجنة الحوار التي أعلن عنها الرئاسة السورية في فبراير، والتي تضم سبعة أعضاء منهم امرأتان.

وأصدرت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» بياناً السبت، أكدت فيه أن اللجنة التحضيرية لا تعكس كافة أطياف الشعب السوري ولا تلبي تطلعاته المتنوعة، معبرة عن رفضها بدء سياسة التهميش. كما أعربت عن عدم رغبتها في الانخراط في أي حوار مع أعضاء هذه اللجنة.

تأكيدات من الإدارة الذاتية

تأسست الإدارة الذاتية في عام 2014 وتديرها «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. تشمل إدراتها مناطق حضرية ومدن في أربع محافظات، منها الحسكة والرقة ودير الزور.

وردت الإدارة في بيانها أن سياسات التهميش من قبل اللجنة تهدد بإعادة البلاد إلى النظام المركزي القديم، ما لا تأمله مناطق شمال شرقي سوريا. وأشارت إلى أهمية تمثيل جميع السوريين دون استبعاد، وتطبيق مبادئ الوحدة والشراكة الوطنية.

مشروعية المخاوف الكردية

انتقد «المجلس الوطني الكردي» استبعاد الأكراد من اللجنة، معبّراً عن مخاوف مشروعة تنبع من ضرورة أن تعكس اللجنة التعددية السياسية والقومية في سوريا. وشدد على أن عدم تمثيل الكرد يشكل إخلالاً بالمبدأ الأساسي، مما ينذر بتحديات في التعامل مع مختلف المكونات السورية كشركاء حقيقيين.

وفي إشارة إلى آثار هذا القرار، أكد فيصل يوسف على دلالاته السلبية على مستقبل سوريا، مشدداً على أن الأكراد يجب أن يكونوا جزءاً رئيسياً في بناء الدولة. كما طلب «المجلس الكردي» بإعادة النظر في تركيبة اللجنة لضمان مشاركة عادلة وفاعلة لجميع الأطراف، بما في ذلك الشعب الكردي.

تحذيرات من إقصاء الكرد

وصف صالح مسلم، القيادي في حزب «الاتحاد الديمقراطي»، لجنة الحوار بأنها تمثل لوناً واحداً فقط. محذراً من انتفاء التمثيل العادل للأطراف التي تمثل كافة مكونات شمال وشرق سوريا.

وفي تغريدة له، قال فرهاد شامي، مدير المكتب الإعلامي لقوات قسد، إن أي مؤتمر يستبعد «قسد» أو الإدارة الذاتية لن يكون وطنياً، مؤكداً أن هذه السياسات تكرر أخطاء الماضي التي أدت إلى تدمير البلاد.

اقرأ أيضا

اخترنا لك