أعلنت شركة “رافائيل” الاسرائيلية و”لارسن وتوبرو” الهندية عن توقيع مذكرة تفاهم خلال معرض “أيرو إنديا 2025″، تهدف للترويج المشترك لنظام الحماية النشطة “تروي” وفقاً لاحتياجات وزارة الدفاع الهندية.
خطوة نحو التعاون
على الرغم من أن هذه المرحلة لا تزال أولية، فإن المذكرة تمثل إشارة هامة نحو توسيع هذا النظام الإسرائيلي المتقدم في سوق الدفاع الاستراتيجي والنشط في جنوب آسيا.
تكنولوجيا “تروي”، التي أثبتت فعاليتها في حماية المركبات المدرعة من الصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من التهديدات، يمكن أن تستخدم ليس فقط على دبابات “أرجون”، بل أيضاً على الدبابات الروسية “تي-90 إس” التي اشترتها الهند في أوائل الألفية.
تحديات التحديث
مع وجود حوالي 1200 من دبابات “تي-90 إس” قيد الخدمة، بالإضافة إلى حوالي 2500 دبابة “تي-72″، تواجه الهند تحديات كبيرة في تحديث هذه الآليات العسكرية، وخاصة مع تزايد المنافسة العسكرية مع باكستان والنزاعات المحتملة مع الصين.
تتضمن خطة التحديث الخاصة بقوات الهند البرية، وفقاً لخطط عام 2021، بناء 118 دبابة “أرجون” فقط بحلول عام 2027، مما يبرز الحاجة لتنفيذ تقنيات الدفاع الجديدة بسرعة أكبر.
تنفيذ المحلي وتعزيز القدرات
بينما يركز الجيش الهندي على توسيع قدراته الإنتاجية المحلية، ينعكس دمج نظام “تروي” في دبابات “تي-90 إس” كخطوة عملية نحو التحديث بشرط تأمين القدرة التصنيعية المحلية اللازمة.
علاوة على ذلك، يجب الإشارة إلى عائلة الدبابات الخفيفة “زوراور”، التي تطورها “لارسن وتوبرو” حالياً. صُممت هذه المركبات لأداء العمليات في الظروف الوعرة وتستهدف مواجهة القوة العسكرية المتزايدة للصين، بما في ذلك الدبابات الخفيفة من طراز “تايب 15″، مما يمثل خطوة استراتيجية في تحديث القوات المسلحة الهندية.
تعزيز التصنيع والقدرات التكنولوجية
سيؤدي نشر نظام “تروي” على “زوراور” إلى توفير حماية قوية للجيش الهندي ضد التهديدات الناشئة، فضلاً عن تعزيز قدرات التصنيع والتكنولوجيا في البلاد، تلبيةً للطلب المتزايد على الدبابات القادرة على العمل في ظروف مناخية مختلفة.
تأتي هذه المرحلة الجديدة من التعاون الإسرائيلي-الهندي في حماية المركبات المدرعة في وقت يشهد فيه الوضع الجيوسياسي في المنطقة توتراً كبيراً. وتضع التقنيات العسكرية المتطورة وجهود الهند لتوطين إنتاج الأنظمة الدفاعية المتقدمة البلاد كلاعب رئيسي في سوق الأسلحة العالمي.
توقعات مستقبلية
بينما لا تزال شروط الصفقة، بما في ذلك حجم الشحنات والتكاليف، غير معروفة، فإن إمكانية الإنتاج المحلي لنظام “تروي” في الهند قد تحمل أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، مما يعزز القدرة الإنتاجية للبلاد في قطاع الدفاع.
يبدو أن وزارة الدفاع الهندية قد تقرر تركيب نظام الحماية النشطة الإسرائيلي ليس فقط على دبابات “أرجون” بل أيضاً على “تي-90 إس” و”تي-72″. تعتبر إمكانية توسيع الحماية إلى دبابات الهند ليست فقط واقعية، بل ضرورية للحفاظ على تنافسية آليات القتال الهندية أمام الأنظمة العسكرية المتطورة بشكل متزايد من الصين وباكستان.
دبابة “تي-90 إس بهيشما”
تعتبر دبابة “تي-90 إس بهيشما” جزءاً لا يتجزأ من القوات المدرعة للجيش الهندي، وقد evolved كدليل على التزام الهند بقدراتها في الحرب الحديثة. تم تطويرها من نظيرتها الروسية، “تي-90 إس”، وقد تم تخصيص “بهيشما” لتلبية متطلبات العمليات الفريدة في المشهد الهندي، مما يجمع بين الهندسة الروسية والابتكار الهندي.
بدأت رحلة “تي-90 إس بهيشما” مع اعتراف الجيش الهندي بالحاجة إلى مركبات مدرعة متقدمة استجابةً للديناميكيات الاستراتيجية الإقليمية. وفي عام 2001، تعاقدت الهند مع روسيا للحصول على الدفعة الأولى من 310 دبابات “تي-90 إس”، التي سُميت باسم المحارب الأسطوري من ملحمة “المهابهاراتا”.
تطور وتقنيات المواجهة
تم تسليم 124 دبابة في شكلها الكامل، بينما تم تجميع الباقي في الهند من مجموعات تم تزويدها من روسيا في مصنع المركبات الثقيلة في أفادي بتاميل نادو. لم تكن هذه الخطوة استراتيجية فحسب، بل اقتصادية أيضاً، تهدف إلى تعزيز القدرات المحلية على الصنع.
تعتبر “بهيشما” نسخة محسّنة وليست مجرد نسخة من “تي-90 إس” الروسية. فهي مجهزة بمحرك أقوى، تم رفع قوته إلى 1000 حصان، مما يوفر تنقلًا فائقاً في تضاريس متنوعة، من الصحاري إلى المناطق الجبلية.
تشمل تسليحات الدبابة مدفعاً قوياً من عيار 125 ملم من طراز 2A46M-5، قادرًا على إطلاق مجموعة متنوعة من الذخائر، بما في ذلك الرصاص المستقر القابل للاستخدام ونظام المدفع الموجه، مما يمنحها ميزة كبيرة في السيناريوهات القتالية.
تحسينات مستمرة
تحظى “بهيشما” بحماية استثنائية، حيث تم تجهيزها بدروع تفاعلية تفجيرية من نوع “كونتاكت-5″، مما يعزز قدرتها على البقاء ضد التهديدات الحديثة المضادة للدبابات. تشمل دروعها أيضاً طبقات من الألواح المصفحة والسيراميك، مما يزيد من قدراتها الدفاعية.
لتحسين القدرة على حماية النفس، تدمج “بهيشما” رؤية حرارية من تطوير فرنسا من نوع “كاثرين-إف سي”، مما يعزز فعالية الدبابة في ظروف الإضاءة المختلفة ليلاً ونهارًا.
شهدت “بهيشما” العديد من التحديثات على مر السنين، حيث يعمل الجيش الهندي على تحسين قدراتها باستمرار. في عام 2021، تم الدفع نحو ترقية الأسطول الحالي باستخدام النظم النشطة للحماية المطورة محليًا، بهدف تزويد الدبابات بوسائل لإزالة التهديدات.
تعكس هذه الخطوة جهود الهند المستمرة للحد من الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، بينما تعزز من عمر الدبابة وفعاليتها القتالية.
تاريخ تشغيل الدبابة يشمل نشرات مهمة في التدريبات والسيناريوهات القتالية الفعلية، لا سيما خلال نزاع ناغورنو-كاراباخ في عام 2020، حيث استخدمت أذربيجان دبابات مشابهة من طراز “تي-90 إس”. هذه التجارب ساهمت في إحداث تطورات إضافية، مما يضمن بقاء “بهيشما” في طليعة تكنولوجيا الحرب المدرعة.
بينما تواصل الهند تحديث عسكريتها، تلعب “تي-90 إس بهيشما” دوراً محورياً، ليس فقط كقطعة من المعدات الحربية، بل كرمز للاعتماد المتزايد للهند على نفسها في تصنيع الدفاعات. مع خطط لتصنيع وترقية المئات منها، ستظل “بهيشما” حجر الزاوية في عقيدة المدرعات الهندية لسنوات قادمة، مما يظهر مزيجًا من التعاون الدولي والابتكار المحلي.