الخميس 27 مارس 2025
spot_img

إسرائيل تستعرض قوتها خلال جنازة نصر الله وصفي الدين

نفذت القوات الإسرائيلية، يوم الأحد، سلسلة غارات على مناطق متفرقة في جنوب لبنان والبقاع الشرقي، وذلك تزامنًا مع تشييع جثمانَي الأمينَين العامَّين السابقين لـ”حزب الله»، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وقد حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق مكان التشييع في بيروت، مما أشعل التكهنات حول عزم تل أبيب إيصال رسائل سياسية، أبرزها التأكيد على قدرتها على تنفيذ عمليات في لبنان دون قيود، في خرق واضح لاتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي.

تصعيد ميداني

بعد تراجع وتيرة الغارات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، استأنفت تل أبيب تصعيدها بالتزامن مع تأدية مراسم التشييع. واستهدفت الغارات الإسرائيلية منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، مناطق عدة في الجنوب اللبناني، من بينها بلدة مريصع وأطراف أنصار ثم شملت معروب في قضاء صور. بالإضافة إلى هدف الهجوم على الجانب الشرقي من لبنان، الذي طاول منطقة بريصا في جرود الهرمل.

شهدت طائرات حربية إسرائيلية تحليقات منخفضة فوق المدينة الرياضية في بيروت، حيث كان التشييع، مما تسبب في إثارة القلق بين المشيعين. وفي فيديوهات تم التقطها، ظهرت أربع طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق رؤوسهم.

الرد الإسرائيلي

وفي تعليق له على الأوضاع، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الطائرات الحربية التي حلقت فوق بيروت تشكل رسالة بحد ذاتها، مفادها أن من يهدد إسرائيل سيواجه عواقب وخيمة. وصرح بأن الغارات طالت مواقع عسكرية تحتوي على منصات صواريخ في بعلبك ومناطق أخرى، مبررًا العمليات بأنها تأتي في إطار الدفاع عن أمن إسرائيل.

أفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن القوات قامت بشن غارات دقيقة على مواقع هدفها إيقاف الأنشطة العسكرية لـ”حزب الله»، معتبرًا أن تلك الأنشطة تعتبر تهديدًا للأمن الإسرائيلي. ودعا لضرورة إزالة أي خطر محتمل على إسرائيل وكافة مواطنيها.

دلالات الرسائل المتبادلة

بينما اعتبر العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أن هذه التحركات الإسرائيلية خلال جنازة نصر الله وصفي الدين كانت متوقعة وتعتبر جزءًا من الحرب النفسية. وأشار إلى أن الغارات استهدفت مناطق قريبة من موقع دفن هاشم صفي الدين، مما يعكس رغبة تل أبيب في تغيير معادلة القوة مع «حزب الله».

ولفت جابر إلى أن رد الفعل من كلا الطرفين كان بمثابة تبادل رسائل سياسية، حيث تسعى إسرائيل لإظهار قوتها، بينما يحاول «حزب الله» تأكيد حضوره القوي في الساحة اللبنانية من خلال الجموع الغفيرة التي شاركت في التشييع.

اقرأ أيضا

اخترنا لك