دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية حيّاً سكنياً يتكون من عدة بنايات في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، ضمن عملياتها العسكرية المستمرة في المنطقة، التي تركزت على تدمير البنية التحتية والمنازل والمرافق الحيوية.
حي الضباط
يُعرف الحي رسمياً بـ”حي الضباط”، بينما يُطلق عليه سكان المنطقة اسم “أبراج العودة”. يضم هذا المجمع السكني بنايات تتكون من أكثر من 8 إلى 10 طوابق، وقد شُيدت بعد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة في عام 1994. يقطن في هذه الشقق ضباط وموظفون كبار في الأجهزة الأمنية، لكن العديد منهم اضطروا لبيع ممتلكاتهم بسبب تكرار الهجمات الإسرائيلية.
اتهامات إسرائيلية
زعمت القوات الإسرائيلية أن الحي كان ملاذاً لقادة حركة “حماس”، وأن الحركة استخدمته لتنفيذ عمليات إطلاق قذائف ومراقبة الحدود، ورصد تحركات الجيش والمستوطنين داخل غلاف غزة.
تطل بنايات الحي على بلدة سديروت وبعض الكيبوتسات الحدودية، بالإضافة إلى مواقع عسكرية إسرائيلية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن الحي يُعتبر مركز مراقبة لعناصر “حماس” منذ ثلاثين عاماً، كما يطل على مدن مثل عسقلان في الجوار.
تدمير البنية التحتية
أفادت مصادر ميدانية لـ”الشرق الأوسط” بأن جميع البنايات الشاهقة المتواجدة في شمال القطاع تم تدميرها، بما في ذلك تجمعات سكانية مثل “حي الضباط” و”أبراج الندى”، حيث تسعى القوات الإسرائيلية لإنشاء مناطق عازلة بعمق العمليات العسكرية التي بدأت قبل أكثر من 80 يوماً.
وأشارت المصادر إلى أنه لا يوجد أي من قيادات “حماس” في المنطقة المذكورة، مؤكدةً أنه يسهل على الجيش الإسرائيلي العمل هناك، ولا تتواجد أي قيادات فصائل كما تدعي إسرائيل.
استمرار العمليات العسكرية
أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن تدمير الحي جزء من خطة القوات الإسرائيلية لهدم آلاف المنازل والإنشاءات لصالح المنطقة العازلة. وقد هُدمت أملاك أخرى كانت تمثل خطرًا على المستوطنات الإسرائيلية المجاورة.
ولفتت الصحيفة إلى أن ما تحقق من إنجازات عسكرية في شمال غزة واضح، وأن “حماس” كياناً عسكرياً بات لا يعمل كما كان يُمارَس من قبل، مما يستدعي استمرار العمليات العسكرية لعدة أشهر أخرى.
الأوضاع الإنسانية
ذكرت “هآرتس” العبرية أن إسرائيل تستهدف منع عودة المواطنين إلى منازلهم من خلال عمليات تدمير ممنهجة، مما يجعل سكان شمال غزة بلا ملاذات آمنة بعد تدمير مناطقهم بالكامل.
في سياق متصل، أفادت القناة الإسرائيلية “12” بأن إسرائيل تدرس تقليص المساعدات الإنسانية المسموح بإدخالها إلى القطاع، مع قدوم إدارة جديدة تُعتقد أنها قد تؤثر على حجم الدعم المقدم.
ارتفاع عدد القتلى
وفي تطور مأسوي، توفي 14 فلسطينياً بينهم أطفال جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الغولة في حي الشجاعية في مدينة غزة، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى في الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 62.
تجري عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض، بينما استمرت النيران في الاشتعال والدخان يتصاعد من الحطام لأكثر من عدة ساعات بعد الهجوم.
الحملة العسكرية على غزة
أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الواسعة ضد غزة، والتي تهدف في الأساس إلى إنهاء وجود حركة “حماس”، عن دمار هائل في المنطقة وتسببت في نزوح أعداد كبيرة من السكان. وفق وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى 45717 فلسطينياً منذ بداية العمليات العسكرية.
جاءت هذه الحملة بعد هجوم عسكري كبير نفذته “حماس” في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن العديد من الضحايا الإسرائيليين في صفوف القتلى والمصابين والمحتجزين.