الأحد 16 مارس 2025
spot_img

إسرائيل تجدد قصفها الجوي على مواقع حزب الله في لبنان

عاد الطيران الحربي الإسرائيلي لممارسة نشاطاته المكثفة في الأجواء اللبنانية، قبل عشرة أيام من انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، المُفترض أن يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى اللبنانية الجنوبية المحتلة. وتصاعدت الغارات الجوية الإسرائيلية، حيث استهدفت مناطق حدودية شرقية وجنوبية، مُعلنة أنها مواقع عسكرية تتبع لـ”حزب الله».

غارات على منطقة البيسارية

نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة يوم الجمعة على بلدة البيسارية في قضاء صيدا، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، وذلك وفق ما أوردته “الوكالة الوطنية للإعلام”. وفي حادث آخر، انفجر صاروخ من مخلفات الحرب في منزل ببلدة طيرحرفا الجنوبية، حيث قيل إن الضحايا الأربعة الذين سقطوا هم من عائلة واحدة، وكان أحدهم يُعرف باسم عباس حيدر وله دور في «حزب الله».

تصعيد في الغارات

تزامنت غارتان إسرائيليتان فجر الجمعة على مواقع حدودية في شرق لبنان وجنوبه، حيث أكدت “الوكالة الوطنية للإعلام” تنفيذ أربع غارات على محلة سريج في مرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية. كما تم استهداف بلدات حومين، ورومين، وزفتا، ووقع عدوان جوي على الوادي بين بلدتي بفروة وعزة.

وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن القوات الجوية شنت غارات دقيقة مُوجهة استخباريًا على موقعين عسكريين لـ”حزب الله»، مُشيرًا إلى أن هذه العمليات تشكل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح أن الجيش سيواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة أي تهديد لدولة إسرائيل.

استمرار التفجيرات

في السياق ذاته، تواصل القوات الإسرائيلية عمليات تفجير للمنازل والبنى التحتية في عدد من البلدات الحدودية الجنوبية، حيث أُفيد بتنفيذ أعمال تفجير في بلدة كفركلا.

المخاوف من التطورات السياسية

مع اقتراب موعد الثامن عشر من الشهر الحالي، والذي يُحدد انتهاء انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، تزداد المخاوف خاصة مع تزايد الخروق الإسرائيلية. يتوقع البعض أن تكون تل أبيب بصدد تقديم مبررات جديدة لعدم الانسحاب، مما يثير تساؤلات حول التوجهات السياسية والعسكرية للدولة اللبنانية.

وفي هذا الإطار، صرح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا، بأن على الدولة اللبنانية تحديد خياراتها، فيما إذا كانت ستخوض عملية التحرير بالقوة العسكرية أو الدبلوماسية. وأكد على ضرورة وضوح العقيدة العسكرية المتبعة في استعادة الأراضي، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستفادة من التجارب السابقة في الصراع.

تحليل الوضع الراهن

يرى حنا أنه من المهم فهم موقف «حزب الله» في المرحلة المقبلة، وكيفية حفاظه على نفوذه السياسي والعسكري في لبنان. وبخصوص الأفعال الإسرائيلية في الجنوب، أضاف أن استخدام أقصى درجات التدمير يندرج تحت مفهوم «الردع العقابي» الذي تسعى إسرائيل من خلاله إلى مواجهة أي مشكلات مستقبلية.

من جهة أخرى، اعتبر أن قرار الأمم المتحدة رقم 1701 أصبح غير ملائم للواقع الراهن، حيث تتطلب التغيرات الجديدة إعادة النظر في بعض الجوانب، مما يستدعي تحديث الآليات المتبعة لتنفيذه.

اقرأ أيضا

اخترنا لك