اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تقليص ميزانية وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية، من خلال خفضها بمعدل النصف، مما يشمل إغلاق عدد من البعثات الدبلوماسية وتقليص المساهمات في المنظمات الدولية، كالأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
ميزانية منخفضة
وفقًا لمذكرة داخلية تم توزيعها الأسبوع الماضي، تم تخصيص ميزانية إجمالية قدرها 28.4 مليار دولار لنشاطات وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية، التي تسعى الإدارة إلى دمج نشاطاتها في وزارة الخارجية تحت إدارة “دائرة الكفاءة الحكومية” بقيادة الملياردير إيلون ماسك. يعكس هذا التخفيض الهائل بمقدار 27 مليار دولار، أو 48%، انخفاضًا كبيرًا مقارنةً بالتمويل الذي وافق عليه الكونغرس لعام 2025.
تشمل المساعدات الخارجية المقترحة تخفيضات بمعدل 54%، فيما سيكون التمويل للصحة العالمية في حدود 55% أقل، مخصصًا لمبالغ قليلة تتعلق بفيروس الإيدز وأمراض السل والملاريا. كما ستتأثر المنظمات الدولية بشكل قاسٍ، مع إلغاء نحو 90% من التمويل المعتاد، بالإضافة إلى إلغاء المكتب المسؤول عن إعادة توطين الحلفاء الأفغان.
نهاية الدعم الدولي
تنص المذكرة أيضًا على إلغاء تمويل الأمم المتحدة، بالإضافة إلى خفض كلي في تمويل بعثات حفظ السلام لأسباب تتعلق بالإخفاقات في البعثات الأخيرة، دون تفاصيل دقيقة حول هذه الإخفاقات. كما تشمل التخفيضات حلف الناتو وعشرين منظمة دولية أخرى.
بينما تعتبر هذه الاقتراحات ما زالت في مرحلة مبكرة من الدراسة، من غير المتوقع أن تلقى دعمًا من وزير الخارجية ماركو روبيو أو الكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية، المنتظر منه التصويت على الميزانية الفيدرالية في الأشهر المقبلة. وذكر مسؤولون أن الاقتراحات ستخضع لمراجعات إضافية قبل وصولها إلى المشرعين، الذين يدفعون باستمرار لتعديلات على طلبات الميزانية.
مواجهة معارضة
لقد واجهت جهود ترامب لخفض الإنفاق الحكومي مقاومة قوية داخل الحزب الجمهوري، على الرغم من أن القليل من المشرعين تحدوا الرئيس بشكل علني. ويعمل روبيو، مع فريقه، على إعداد خطة تقليص خاصة ستسفر عن تسريح عشرات الآلاف من الموظفين، ما يزيد من التحديات المعنوية لكل من يعمل بالوزارة.
في إشارة لمدى خطورة هذه التخفيضات، وصف مسؤول كبير اقتراح مكتب الإدارة والميزانية بأنه “عدواني”. ومع ذلك، يعتبر المخطط أوليًا ويعكس رؤية ترامب للإدارة.
تحذيرات ديمقراطية
بدت ردود فعل الديمقراطيين متحفظة، حيث عبرت السيناتورة جين شاهين عن قلقها البالغ من التخفيضات المقترحة، محذرة من تأثير ذلك السلبي على الاقتصاد والأمن القومي. كما أكد السيناتور كريس فان هولين أن هذه الميزانية “غير جدية” متوقعًا مواجهتها معارضة من الحزبين.
وفي سياق متصل، دعت جمعية الخدمة الخارجية الأمريكية الكونغرس إلى رفض أي تخفيضات تمس الميزانية، واصفة الاقتراح بأنه “متهور وخطير”، نقدًا موجهًا للخصوم المحتملين مثل الصين وروسيا.
