بعد مرور ست سنوات على وفاة رجل الأعمال جيفري إبستين داخل زنزانته، لا تزال تداعيات قضيته تلقي بظلالها على الساحة الأمريكية، وصولًا إلى الرئيس دونالد ترامب. إبستين، الذي أدين بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات، تحيط قضيته بتساؤلات وشائعات مستمرة.
بداية القضية في فلوريدا
تعود جذور القضية إلى عام 2006، حين اتهم والدا فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا جيفري إبستين بالاعتداء جنسيًا على ابنتهما في منزله بولاية فلوريدا.
بفضل اتفاق مع الادعاء، تجنب إبستين ملاحقات فيدرالية كانت قد تؤدي إلى سجنه مدى الحياة. وفي شهر حزيران عام 2008، أقر بالذنب في فلوريدا بتهمة الاستعانة بقاصر لأغراض الدعارة.
نتيجة لذلك، أودع إبستين السجن لمدة تزيد على السنة، وصنّفته السلطات على أنه مرتكب اعتداءات جنسية.
تهم الاتجار الجنسي
في تموز 2019، وجهت هيئة محلفين في نيويورك تهمة الاتجار الجنسي بقاصرات وتشكيل عصابة إجرامية لجيفري إبستين. ألقي القبض عليه في منزله، ثم عثر عليه ميتًا في زنزانته في آب، قبل بدء محاكمته.
أشار بيان الاتهام إلى أن إبستين استغل واعتدى جنسيًا على عشرات الفتيات القاصرات، بعضهن لم تتجاوز أعمارهن الرابعة عشرة، في دارتيه في نيويورك وفلوريدا.
شبكة استغلال جنسي
وفقًا لبيان الاتهام، كان إبستين وشركاؤه وموظفوه يستغلون الفتيات اليافعات لإقامة علاقات جنسية معه مقابل مبالغ مالية. كما كان يدفع المال لضحاياه لجلب فتيات أخريات، مما أدى إلى إنشاء “شبكة واسعة من القاصرات عرضة للاستغلال الجنسي”.
أدينت غيلين ماكسويل، الشريكة السابقة لإبستين، في عام 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بالقاصرات لحساب إبستين، وتقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا.
لا قائمة سرية بأسماء
يطالب أنصار دونالد ترامب منذ سنوات بنشر قائمة سرية بأسماء زبائن جيفري إبستين المزعومين.
في تموز، خلص تقرير مشترك لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن إبستين انتحر في زنزانته، وأنه لا يوجد دليل على وجود قائمة أو ابتزاز لشخصيات معينة.
أثارت هذه النتائج ردود فعل غاضبة من أنصار ترامب، وخاصةً من حركة “ماغا”.
دعوى قضائية ضد صحيفة
يسعى دونالد ترامب، الذي كانت تربطه علاقة صداقة بإبستين في التسعينيات، إلى تهدئة الجدل، لكن دون جدوى حتى الآن.
لم يتم تقديم أي دليل على تورط ترامب في قضية إبستين. ومع ذلك، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالًا ذكرت فيه أن ترامب أرسل رسالة ذات مضمون إباحي إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين.
ردًا على ذلك، ندد ترامب بالخبر ووصفه بأنه “زائف” ورفع دعوى قضائية ضد الصحيفة ومالكها روبرت مردوخ.
بمبادرة من ترامب، طلبت وزارة العدل من محكمة فيدرالية السماح بنشر مستندات قضائية استُخدمت لتوجيه الاتهام إلى إبستين في عام 2019.