أفاد عز الدين الصافي، مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، بأن الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها في السودان ستعمل على توفير الآليات اللازمة لحماية المدنيين من القصف الجوي العشوائي الذي نفذته القوات الجوية السودانية، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 5000 شخص خلال الأشهر الماضية. جاء ذلك خلال مقابلة له مع صحيفة «الشرق الأوسط»، مؤكداً أهمية التوقيع على الميثاق السياسي التأسيسي والدستور المؤقت في نيروبي يوم السبت.
وقف القصف الجوي
وشدد الصافي على ضرورة توقف القصف الجوي، موضحاً أن هذه ستكون من مهام الحكومة المقبلة. وأضاف أنه من المتوقع أن تتفق الحكومة الجديدة على جميع البروتوكولات المتعلقة بامتلاك الأسلحة، لتكون قادرة على التعامل مع التحديات الأمنية. وأشار إلى أن الحكومة الجديدة ستشكل جيشاً وطنياً يمكنه التواصل مع الحكومات في مختلف أنحاء العالم للحصول على الدعم العسكري.
وأشار الصافي إلى أن سلاح الجو هو الامتياز العسكري الوحيد الذي تمتلكه المؤسسة العسكرية السودانية، وصرح بأن تحييد هذا السلاح سيمكن الحكومة الجديدة من فرض السلام في البلاد. ولفت إلى أهمية جعل التفاوض مع «قوات الدعم السريع» خيارًا ملزمًا للجيش، سواء كان من خلال حكومة جديدة أو بين حكومتين.
استجابة المجتمع الدولي
وفيما يتعلق بتوفير الدعم العسكري من قبل الدول، قال الصافي إنه لا يمكنه التأكيد على ذلك، ولكنه أضاف: “نحن قادرون على توفير كل الأدوات اللازمة لحماية مواطنينا، ونتطلع فقط لدعم الدول في تحقيق السلام”. وأكد أن الحكومة الجديدة ستسعى للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل إنهاء الصراع ومعالجة الأزمات الإنسانية الناتجة عنه.
كما أوضح الصافي أن الحكومة المرتقبة ستطرح رؤيتها لتحقيق السلام، وتتوقع تعاون الدول الإقليمية والعالمية لدعم العملية السياسية السلمية واعتراف المجتمع الدولي بها. وأكد أن الاعتراف الفعلي سيكون من الشعب السوداني، الذي حرم من الخدمات الإنسانية الأساسية لأكثر من 24 شهرًا بسبب النزاع.
إعلان الحكومة من الخرطوم
وكشف المستشار عن أنه سيتم إعلان الحكومة الجديدة من العاصمة الخرطوم، وليس من منفى أو أي دولة أخرى. وأضاف أن ما يجري في كينيا هو مشاورات سياسية يساهم فيها العديد من القوى السياسية والمجتمعية للوصول إلى تفاهم حول الميثاق السياسي التأسيسي.
وأشار إلى أن الميثاق السياسي التأسيسي قد تم إقراره، ويجري حالياً اعتماد الدستور المؤقت، الذي سيتم التوقيع عليه في نيروبي. وأوضح أن المرحلة النهائية من المشاورات تتضمن تشكيل الحكومة وتعيين الوزراء والحكام في جميع الولايات السودانية.
تحركات الحركة الشعبية
وفيما يخص انضمام «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، أكد الصافي أن هناك تقدماً في المفاوضات حول الميثاق السياسي. وأشار إلى أن النقاشات حول الدستور المؤقت لا تزال جارية، متوقعًا مشاركة وفد الحركة في مراسم التوقيع.
كما أعرب عن أمله في أن يتمكن عبد الواحد محمد النور رئيس «حركة تحرير السودان» من الانضمام إلى الحكومة، مؤكداً أن التعاون مستمر للوصول إلى اتفاق شامل.
التأييد الشعبي
أكد الصافي أن الحكومة الجديدة تحظى بتأييد واسع من الشعب السوداني، مشيراً إلى المسيرات التي شهدتها عدة مدن في دارفور لدعم الحراك السياسي. وأضاف أن الحكومة ستعمل على التواصل مع دول الإقليم والدول الغربية لشرح رؤيتها وتحقيق الدعم الدولي.
وأشار إلى أن لجنة الاتصال الخارجي قد وضعت برامج كاملة للتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدول الداعمة لتحقيق السلام وإغاثة المتضررين من النزاع. ستظل جهود الحكومة مستمرة طالما أن هناك حاجة لضمان سلام دائم في البلاد.