أعلنت أوكرانيا أن محادثاتها مع الولايات المتحدة في مدينة جدة السعودية حققت تقدمًا ملحوظًا نحو استعادة السلام، حيث أبدت استعدادها لقبول اقتراح أميركي يقضي بوقف فوري لإطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا. وجاء في بيان الرئاسة الأوكرانية أن هذا الاقتراح “يمكن تمديده بموافقة الطرفين ويعتمد على قبول وتنفيذ متزامن من روسيا”، مشددة على أن “المعاملة بالمثل” من الجانب الروسي هي مفتاح تحقيق السلام.
دعوة للتعاون
شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة إقناع واشنطن لموسكو بقبول هذا الاقتراح، حيث أشار في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن أوكرانيا تنظر بترحاب إلى فكرة الهدنة. وذكر أن “علينا العمل على إقناع روسيا باتخاذ هذه الخطوة الضرورية.”
من جهته، أوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الكرة الآن في ملعب روسيا لتحديد موقفها من قبول وقف إطلاق النار مع أوكرانيا. ونقل روبيو، بعد محادثات دامت لأكثر من ثماني ساعات في جدة، تأكيده على استعداد أوكرانيا للمفاوضات، معربًا عن أمله في أن توافق موسكو على السلام.
نقاشات مطولة
كما عبر مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز عن تفاؤله بخصوص إنهاء الحرب بعد قبول أوكرانيا اقتراح الهدنة، قائلًا: “لقد انتقلنا من سؤال ما إذا كانت الحرب ستنتهي إلى كيفية إنهائها.” وأضاف أنه يعتزم تبادل وجهات النظر مع نظيره الروسي.
عُقدت المباحثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في أجواء إيجابية، حيث تواجد وفدان من البلدين برئاسة وزير الخارجية الأميركي ورئيس مكتب الرئيس الأوكراني، مع مشاركة وزير الداخلية السعودي في النقاشات. وقد أعرب الجانبان عن تفاؤلهما بشأن إمكانية الوصول إلى حل سلمي.
آفاق جديدة للسلام
بدوره، أشار أندري يرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، إلى أن الاجتماع كان بناءً، موضحًا أن كلا الطرفين يبحثان عن تسوية تكون عادلة ومستدامة. كما أكد على أهمية المرحلة الحالية من المباحثات، التي تأتي بعد ثلاث سنوات من الغزو الروسي لأوكرانيا.
تتزامن هذه المحادثات مع ضغوط متزايدة من الرئيس الأميركي على أوكرانيا لإنهاء الحرب، حيث تأمل كييف أن يقود عرض الهدنة إلى استئناف المساعدات العسكرية لها.
تعهدات أمريكية
أكدت الرئاسة الأوكرانية أن الولايات المتحدة ستستأنف الدعم العسكري فور الاتفاق، مما يعكس التزام الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا. وقد تم التطرق أيضًا إلى أهمية جهود الإغاثة الإنسانية خلال فترة وقف إطلاق النار، بما في ذلك تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين.
اتفق الطرفان على البدء في مفاوضات فورية لضمان سلام دائم، وضمان الأمن لأوكرانيا. كما أكدت أوكرانيا أن الشركاء الأوروبيين سيشاركون أيضًا في عملية السلام.
تحليل الخبراء
في السياق، وصف المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية عباس داهوك أهمية الاجتماعات في إعادة الثقة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وقد أكد أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على التزام الطرفين بمعالجة القضايا العالقة.
وخلص داهوك إلى أن نجاح الحلول الدبلوماسية يعتمد على استعداد روسيا للتفاوض حول استعادة الأراضي المحتلة، إلى جانب الأهداف الأوسع لأوكرانيا في علاقتها مع أوروبا وحلف الناتو.
