أظهرت مقاطع فيديو جديدة قدرة القوات المسلحة الأوكرانية على إطلاق صواريخ “بريمستون” البريطانية الصنع على الأهداف الروسية، مما يعكس تكيفها السريع في ساحة المعركة. تم تداول الفيديو الذي ظهر مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي، ويظهر الدقة العالية لتلك الذخائر التي أُطلقت من منصة أرضية معدلة، مما يعد علامة بارزة على قدرة أوكرانيا على الابتكار تحت الضغط.
تعديل الصواريخ البريطانية
صواريخ “بريمستون”، التي صممت في الأصل للاستخدام من الجو، تم تعديلها للاستخدام الأرضي لتعزيز قدرات أوكرانيا في مكافحة الدروع والهجمات الدقيقة. تمتاز هذه الأسلحة بنظام توجيه راداري متقدم، مما يسمح لها بالتوجه نحو المدرعات والمواقع المحصنة بدقة عالية.
قلة هذه النوعية من الفيديوهات ترجع إلى مخاوف تتعلق بالأمن التشغيلي، حيث إن الكشف عن مواقع الإطلاق والتكتيكات قد يوفر معلومات مهمة للقوات الروسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخزون الأوكراني من صواريخ “بريمستون” محدود، مما يجعل كل استخدام قرارًا صعبًا في ساحة المعركة.
أهمية الدعم الغربي
تعزز اللقطات الجديدة اعتماد أوكرانيا المستمر على الأسلحة الموردة من الغرب لمواجهة التقدم الروسي. ومع استمرار الحرب، تؤكد كل ضربة ناجحة على تطور طبيعة النزاع والدور الحاسم للأسلحة المتقدمة في تشكيل مجريات المعركة.
في مايو 2022، أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون عن تزويد أوكرانيا بصواريخ “بريمستون” خلال أسابيع، مما يمثل بداية تحول تكتيكي كبير في قدرة كييف على إجراء ضربات دقيقة.
تعزيز القدرات العسكرية
بحلول نوفمبر، قامت القوات الجوية الملكية البريطانية بتسليم صواريخ “بريمستون 2″، وهي نسخة أكثر تطورًا تتميز بتوجيه ليزري عالي الدقة ومدى ممتد، مما يضاعف من قدرات سابقتها. سمح هذا التكيف في ساحة المعركة لقوات أوكرانيا باستهداف المدرعات الروسية والمواقع المحصنة بدقة قاتلة.
في فبراير 2024، عزز وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس دعم بريطانيا المتواصل من خلال حزمة جديدة من المساعدات العسكرية، شملت 200 صاروخ بريمستون مضادة للدروع. توفر هذه الأسلحة عالية السرعة، التي يتم توجيهها بواسطة الرادار، ميزة حاسمة لأوكرانيا، مما يسمح لقواتها باستهداف المركبات والهياكل الدفاعية حتى في البيئات المتنازع عليها بشدة.
التطورات التقنية
يمثل صاروخ “بريمستون 2” نموذجًا متقدمًا عن النسخة الأصلية، تم تطويره بواسطة الشركة البريطانية MBDA. يهدف هذا الصاروخ إلى الاستخدام في النزاعات العسكرية الحديثة، حيث تعتبر الدقة والسرعة والقدرة على التكيف ضرورية في ساحة المعركة.
مع ميزات متعددة، يمكن استخدام “بريمستون 2” ضد مجموعة متنوعة من الأهداف، من العربات العسكرية المدرعة إلى الأهداف الصغيرة المتحركة. يتميز هذا الصاروخ بقدرته على العمل من مجموعة متنوعة من المنصات، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والمركبات الأرضية.
النتائج على أرض الواقع
يتم نشر “بريمستون 2” بشكل أساسي من قبل القوات الجوية الملكية البريطانية، ولكن تم اختياره أيضًا من قبل عدة حلفاء يستخدمون طائرات مقاتلة متطورة مثل “تورنادو GR4″ و”يوروفايتر تايفون”. يساهم هذا الصاروخ في القدرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المعادية بفضل سرعته المنخفضة وقابليته للتكيف.
توفر مواصفات “بريمستون 2” فعالية استراتيجية ضد الأهداف المدرعة، حيث يستخدم مزيجًا من القوى الحركية والانفجارية لاختراق الدروع المعادية وتدمير الهدف بدقة شديدة، مما يجعله سلاحًا فعالًا في ساحة المعركة.
الأهمية العسكرية
تمثل صواريخ “بريمستون 2” أحد أكبر الإنجازات في مجال الأسلحة عالية الدقة، مما يعكس الجدوى الكبيرة لهذه التكنولوجيا في النزاعات الحديثة. إنها تلقي الضوء على الحاجة الكبيرة لتكنولوجيا متطورة تمكّن الجيوش الحديثة من تنفيذ عمليات دقيقة تؤثر بشكل حاسم على نتائج المعارك.