الجمعة 28 مارس 2025
spot_img

أوزبكستان تُسلم أمريكا 7 طائرات هليكوبتر من أفغانستان.. استُخدِمت في الهروب

قامت أوزبكستان بنقل وتسليم 7 طائرات هليكوبتر من طراز UH-60A بلاك هوك إلى الولايات المتحدة. وكانت هذه الطائرات جزءاً من أسطول القوات الجوية الأفغانية، وقد استخدمها الطيارون الأفغان للهروب إلى أوزبكستان عقب انهيار الحكومة الوطنية الأفغانية.

طائرات UH-60A بلاك هوك

تُعتبر طائرة UH-60A بلاك هوك، وهي هليكوبتر متعددة الاستخدامات وتجريبية في القتال، من الأساسيات في الطيران العسكري منذ إدخالها في أواخر السبعينيات. تم تصميمها بواسطة شركة سيكورسكي للطائرات، وشهدت سلسلة بلاك هوك استخداماً واسعاً في العديد من الصراعات، بما في ذلك حرب الخليج، والحرب الأهلية الصومالية، والحرب في أفغانستان. لقد جعل تصميمها المتين وتكيفها منها خياراً مفضلاً للقوات المسلحة في جميع أنحاء العالم.

نقل هذه الطائرات السبع يمثل تحولاً ملحوظاً في الديناميات الإقليمية في وسط آسيا. يؤكد قرار أوزبكستان تسليم الطائرات إلى الولايات المتحدة على المشهد الجيوسياسي المعقد بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. يعكس هذا التحرك ليس فقط الوضع الاستراتيجي لأوزبكستان، بل يبرز أيضاً الجهود المستمرة لإدارة وإعادة توظيف الأصول العسكرية في المنطقة.

الحصول على طائرات جديدة

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الحصول على هذه الطائرات يعزز من أسطولها خاصة وأن طائرات بلاك هوك معروفة بموثوقيتها ومرونتها في مجموعة متنوعة من العمليات العسكرية. حيث سيعزز دمج هذه الطائرات من مخزون القوات المسلحة الأميركية خاصة في المناطق التي تتطلب نشرًا سريعًا ودعمًا لوجستيًا.

يطرح هذا التطور أيضًا تساؤلات حول مستقبل الأصول المتبقية للقوات الجوية الأفغانية والتداعيات الأوسع على الأمن الإقليمي. حيث إن نقل المعدات العسكرية من دولة إلى أخرى، خاصة في ظل هذه الظروف، يحمل في طياته اعتبارات استراتيجية ودبلوماسية مهمة. يبقى أن نرى كيف سيؤثر هذا النقل على ميزان القوى والوضع الأمني في وسط آسيا.

رد فعل وزارة الدفاع الأفغانية

عبرت وزارة الدفاع الأفغانية، التي تقودها طالبان، عن غضبها إزاء التقارير التي تفيد بأن بعض الطائرات التي تم نقلها إلى أوزبكستان خلال سقوط الحكومة السابقة قد نُقلت الآن إلى الولايات المتحدة.


وفقاً لبيان نشره على حساب الوزارة في منصة X، تم نقل سبع من هذه الطائرات إلى الأراضي الأميركية. ويؤكد قادة طالبان أن هذه الطائرات هي ملك لأفغانستان ويجب إعادتها بدلاً من نقلها إلى دولة أخرى.

الأصول العسكرية الأميركية في أفغانستان

أكملت الولايات المتحدة انسحاب قواتها من أفغانستان في أغسطس 2021، ما أنهى تدخلها العسكري الذي استمرت حوالي عقدين.

مع انسحاب القوات الأميركية، تُركت كمية كبيرة من المعدات العسكرية، وانتهى المطاف بكثير منها في يد طالبان. وفقًا لتقرير وزارة الدفاع، تُركت حوالي 7.12 مليار دولار من المعدات العسكرية في أفغانستان بعد اكتمال الانسحاب الأميركي.

من بين المعدات المتروكة، كانت هناك طائرات، حيث تم الإشارة إلى 73 طائرة لقد تم تدميرها أو إلغاء ترخيصها قبل المغادرة. شملت هذه الطائرات أنواعاً متعددة مثل الهليكوبترات، وذُكرت طائرات بلاك هوك في تقارير متعددة. تم ترك هذه الطائرات في مطار كابول الدولي حامد كرزاي، وكان الهدف منها عدم استخدامها من قبل أي قوات أو طالبان المتبقية.

المركبات العسكرية والأسلحة المتروكة

على صعيد المركبات الأرضية، بقيت أكثر من 40,000 مركبة عسكرية في أفغانستان. وكان من بينها حوالي 12,000 مركبة همفي، والتي تُستخدم كسيارات متعددة الأغراض من قبل الجيش. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك ناقلات جنود مدرعة، ومركبات مقاومة للألغام، وشاحنات استرداد بين المعدات المتروكة.

ذكر التقرير أيضاً أن أكثر من 300,000 سلاح، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة، تم التخلي عنها. شمل ذلك مجموعة من بنادق M4 إلى المدافع الرشاشة، مما يشير إلى نطاق واسع من الأسلحة التي يمكن أن تُستخدم من قِبل طالبان. بالإضافة إلى ذلك، تم ترك نحو 1.5 مليون طلقة من “الذخائر الخاصة” و”ذخائر الأسلحة الصغيرة العادية” التي تقدر قيمتها بـ 48 مليون دولار.

البقاء في أفغانستان

كان هناك أيضاً معدات اتصالات تضمنت معظم محطات القاعدة، والراديوهات المحمولة، والباقات المحمولة، وأجهزة التشفير، مما يشير إلى خسارة كبيرة فيما يتعلق بالقدرات الاستراتيجية للاتصالات.

زادت المعدات المخصصة للرؤية الليلية، والمراقبة، والنظم البيومترية، والمعدات الملاحية بما يقرب من 42,000 قطعة، مما أضاف إلى قائمة الأصول العسكرية المتروكة. كانت هذه المعدات مهمة للغاية لعمليات خلال الليل أو في ظروف الرؤية المنخفضة، وكذلك لجمع المعلومات والاستخبارات.

التداعيات الأمنية

وقوع هذه المعدات في أيدي طالبان لم يكن مجرد تفوق عسكري فوري، بل كان لها أيضاً تداعيات طويلة الأمد على الأمن الإقليمي والرقابة على الأسلحة الدولية. لقد أُفيدت تقارير وقلق بشأن ظهور هذه الأسلحة في مناطق نزاع أخرى، وخاصة في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند، مما يشير إلى احتمال تأجيج اضطرابات أخرى.

اتخذ الجيش الأميركي تدابير لتدمير أو إلغاء فعالية العديد من المعدات قبل مغادرته، مع التركيز بشكل خاص على التكنولوجيا الحساسة. ومع ذلك، فإن الحجم الهائل وسرعة الانسحاب يعني أنه لم يكن من الممكن إحصاء أو تدمير كل شيء، مما أدى إلى ترك هذه الكمية الكبيرة من المعدات العسكرية في البلاد.

لقد كان هذا الوضع موضوعاً كبيراً للتدقيق والنقد، سواء على الصعيد المحلي بالولايات المتحدة أو دولياً، فيما يتعلق بالتخطيط والتنفيذ الخاص بالانسحاب. تم التركيز على كيفية إدارة هذا الموضوع بشكل مختلف لمنع مثل هذا التحويل الكبير للموارد العسكرية إلى جهة معادية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك