السبت 19 أبريل 2025
spot_img

أميركا تؤكد دعمها لطموحات الشعب السوداني السياسية

أكدت الإدارة الأميركية التزامها العميق بالملف السوداني، مشددة على عدم انحيازها لأي طرف في النزاع الحالي. وأعربت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مينيون هيوستن، خلال مقابلة مع «الشرق الأوسط»، عن دعم بلادها لرغبات الشعب السوداني في إقامة حكومة مدنية، رغم التطورات العسكرية الأخيرة للجيش السوداني.

دعوة لإنهاء النزاع

وشددت هيوستن على ضرورة إنهاء الأعمال العدائية بشكل فوري، مشيرة إلى التعاون الفعّال الذي يبذله فريق الإدارة الأميركية مع الدول الإقليمية لإنهاء النزاع القائم. وأفادت بأن الولايات المتحدة ملتزمة بشكل كامل بتحقيق اختراق في السياسة السودانية بما يضمن تأسيس حكومة مدنية تعكس إرادة الشعب السوداني.

كما تطرقت هيوستن إلى الأوضاع الإنسانية، قائلة: “الوضع في السودان بات كارثيًا، وهو أكبر أزمة إنسانية حاليًا”. وأكدت أن الولايات المتحدة لا تزال نشطة في معالجة هذا الملف من خلال الانخراط مع عدة جهات دولية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وكذلك دول مثل السعودية.

الضغط الدولي

وأوضحت هيوستن أن واشنطن مستعدة للضغط من أجل إنهاء النزاع، معتبرة أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام في السودان. وتمت الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ترى في تحقيق التهدئة فرصة لخلق سودان موحد يحقق تطلعات شعبه.

وأكدت المسؤولة الأميركية على أهمية أن تكون التدخلات الدولية بناءة، محذّرة من أن أي تواطؤ مع الوضع القائم سيؤدي إلى تفاقم المعاناة وتراجع فرص السلام.

جهود إنسانية متواصلة

في سياق العمل الإنساني، أكدت هيوستن أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا حثيثة بالتعاون مع الشركاء الدوليين لدعم احتياجات الشعب السوداني، بما في ذلك تقديم المساعدات للاجئين في الدول المجاورة. وأشارت إلى أهمية العقوبات كوسيلة للضغط على الأطراف المتنازعة للتفاوض ووقف الأعمال العدائية.

ولدى واشنطن حاليًا 31 تصنيفًا للعقوبات تشمل “قوات الدعم السريع” والقوات المسلحة السودانية، وهي تدابير تهدف لدفع الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار. أضافت أن ذلك يضمن للمدنيين السودانيين حقوقهم الأساسية.

التزام طويل الأمد

فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، أكدت هيوستن أن كلا الطرفين في النزاع قد أسهم في زعزعة استقرار البلاد، داعية كليهما للتعاون من أجل إنشاء عملية سياسية تؤدي إلى حكومة مدنية.

وشددت على أهمية دور الشركاء الإقليميين في هذه الأزمة، مشيرة إلى أن التركيز على احتياجات الشعب السوداني يجب أن يكون فوق أي اعتبار آخر. وأكدت أن التزام واشنطن هو في المقام الأول تجاه الشعب السوداني وحقه في السلام.

لا استقرار مع استدامة القتال

وأفادت هيوستن بأن أي تقدم اقتصادي أو استثماري في السودان غير ممكن ما لم يتم إخماد النزاع المسلح. وأشارت إلى أن التركيز في الوقت الراهن ينصب على إنهاء القتال وتوجيه المساعدات الإنسانية للمتضررين. وذكرت أن 2.1 مليون شخص في البلاد قد حصلوا على مساعدات إنسانية منذ بداية الأزمة، وهو مؤشر على مدى الحاجة الملحة للمساعدة.

وخلصت إلى تأكيد أهمية استمرار العقوبات كأداة للضغط على الأطراف المتنازعة للقبول بالسلام ووقف الأعمال العدائية، مشيرة إلى ضرورة العمل الجماعي لحل هذه الأزمة الإنسانية المعقدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك