تدخل أميركا اللاتينية عام 2025 وسط حالة من الاهتزاز السياسي والاقتصادي، حيث تواجه دول مثل البرازيل والأرجنتين تحديات جسيمة على الصعيدين الداخلي والدولي. فعلى الرغم من الاضطرابات الاقتصادية الشديدة التي تعاني منها البرازيل، إلا أن الأرجنتين تستعد لخوض انتخابات تشريعية حاسمة، في ظل قيادة الرئيس خافيير ميلي الذي يسعى لتطبيق أجندته الاقتصادية المثيرة للجدل.
وفي سياق متصل، تستعد تشيلي وبوليفيا لإجراء انتخابات رئاسية تزامناً مع أزمة ديون متفاقمة. أما فنزويلا، فتابع الرئيس نيكولاس مادورو فترة ولايته الثالثة وسط جدل كبير حول نتائج الانتخابات، مما يعكس المشهد السياسي المعقد في المنطقة.
تحديات الأرجنتين
تثير عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مخاوف في أميركا اللاتينية، رغم تجاهله النسبي للمنطقة خلال حملته الانتخابية. وقد تؤدي ولاية ترمب الثانية إلى تعزيز المواقف اليمينية في العديد من الدول، بما في ذلك الأرجنتين، التي يقودها ميلي. حيث تعتزم الحكومة تطبيق إصلاحات اقتصادية كبيرة في مواجهة انتخابات تشريعية تجرى في أكتوبر المقبل.
تتوقع التقارير أن تكون الانتخابات خطوة حاسمة لإعادة توزيع السلطة، وأن تتأثر قدرتها على دعم برنامج ميلي الإصلاحي. وفي حين نجحت الحكومة في تقليص التضخم، فإن الفقر لا يزال يشكل تحدياً رئيسياً.
التحديات المؤسسية وديناميكيات الإصلاح تضع المعارضة أمام اختبار حقيقي، إذ يسعى معارضون لميلي لتوحيد صفوفهم والتأثير في المشهد التشريعي.
الانتخابات في تشيلي وبوليفيا
تستعد تشيلي لانتخابات رئاسية منتظرة في نوفمبر، حيث تشير التوقعات إلى تزايد فرص سياسية يمينية في ظل تراجع شعبية الرئيس اليساري جابرييل بوريك. من جهة أخرى، تعتزم بوليفيا إجراء انتخابات amid حالة من الاضطراب في حزب الحركة نحو الاشتراكية، مع تصاعد التوترات بين الرئيس الحالي وأسس الحزب السابق.
كما تواجه فنزويلا تبعات الانتخابات الأخيرة، إذ يتنازع مادورو والمعارضة المستقبل السياسي للبلاد بينما تتزايد الانتقادات العالمية لنزاهة الانتخابات.
يتواجد المعارض إدموندو جونزاليس الآن في إسبانيا هرباً من التهم الموجهة له، مما يعكس القلق والتوتر المتزايد في عواصم الدول المختلفة.
الصعوبات الاقتصادية في البرازيل
وفي البرازيل، لا تزال الحكومة تعاني من الاستقطاب السياسي الصارخ، مع التحقيقات المستمرة فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب ضد الرئيس لولا دا سيلفا. تؤثر هذه الديناميكيات السياسية سلباً على الاقتصاد البرازيلي، حيث جرى خفض قيمة العملة بشكل ملحوظ.
تتوقع التقارير استمرار الضغوط على التضخم والانكماش الاقتصادي، مما يبرز الحاجة إلى استقرار سياسي لضمان تحسين الوضع الاقتصادي العام. إدارة لولا ستجد نفسها تحت ضغوط قانونية وسياسية متزايدة، مما قد يمنع تحقيق الأهداف التنموية.
بينما تبدو العلاقات مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة معقدة، حيث يتوقع مراقبون أن يدفع ترمب نحو تشديد السياسات تجاه دول أميركا اللاتينية، مما قد يعقد الأمور على جميع الأصعدة.