الثلاثاء 22 يوليو 2025
spot_img

أمريكا تنشر قنابل نووية في بريطانيا لأول مرة منذ 2005

spot_img

في تطور لافت، تتردد أنباء غير مؤكدة عن وصول شحنة من قنابل B61-12 النووية الحرارية إلى قاعدة ليكنهيث الجوية الملكية في المملكة المتحدة. ويزعم أن عملية النقل تمت في 17 يوليو/تموز، عبر رحلة ذات أولوية قصوى انطلقت من مركز الأسلحة النووية التابع للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة كيرتلاند الجوية بنيو مكسيكو.

قنابل نووية في بريطانيا؟

تأتي هذه التكهنات بعد أسابيع قليلة من إعلان لندن عن خطة لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-35A، القادرة على حمل رؤوس نووية، والانضمام إلى مهمة المشاركة النووية التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”. وإذا تأكدت هذه الأنباء، فسيكون هذا أول انتشار للأسلحة النووية الأمريكية على الأراضي البريطانية منذ عام 2005.

تاريخ ليكنهيث النووي

تتمتع قاعدة ليكنهيث بتاريخ طويل كمركز للأسلحة النووية الأمريكية خلال الحرب الباردة. فمن عام 1954 حتى عام 2008، استضافت القاعدة ما يصل إلى 110 قنابل نووية من طراز B61، مخزنة في 33 مخبأ تحت الأرض. وكانت هذه القنابل، المصممة ليتم إطلاقها بواسطة طائرات F-15E سترايك إيجل، حجر الزاوية في استراتيجية الردع النووي لحلف الناتو في أوروبا.

في عام 2008، سحبت الولايات المتحدة جميع الأسلحة النووية من ليكنهيث، في خطوة تعزى إلى انخفاض التوترات بعد الحرب الباردة. إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى انعكاس هذا الاتجاه، ففي يونيو 2025، أعلنت بريطانيا عن خطط لشراء 12 طائرة مقاتلة من طراز F-35A والانضمام إلى مهمة المشاركة النووية لحلف الناتو، مما يشير إلى عودة محتملة للقدرات النووية إلى القاعدة.

منذ عام 2022، تم توثيق عمليات تحديث لمخابئ الأسلحة في ليكنهيث، القادرة على استيعاب ما يصل إلى 132 قنبلة من طراز B61، مع تخصيص طلبات ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية أموالاً “لسكن أمن” لدعم مهمة نووية.

تفاصيل شحنة يوليو 2025

في 17 يوليو 2025، حلقت طائرة C-17A Globemaster III، تحمل علامة النداء Reach 4574، من قاعدة كيرتلاند الجوية في نيو مكسيكو، إلى قاعدة ليكنهيث الجوية الملكية. تم تصنيف الرحلة ذات أولوية قصوى، وهو تصنيف يرتبط غالبًا بالقوة الجوية الرئيسية للنقل النووي، المكلفة بنقل المواد النووية.

قام مراقبو الطيران بتتبع الرحلة، مشيرين إلى إشعار للطيران بتقييد المجال الجوي فوق ليكنهيث في 17 و18 يوليو، إلى جانب تدابير أمنية تحد من تحركات القاعدة حتى 26 يوليو. وأثارت هذه التفاصيل تقارير تفيد بأنه تم تسليم عدة قنابل نووية حرارية من طراز B61-12.

قدرات القنبلة B61-12

تعتبر القنبلة B61-12 النووية الحرارية تطورًا كبيرًا في تكنولوجيا الأسلحة النووية التكتيكية، وهي مصممة لتعزيز الردع لحلف الناتو مع إعطاء الأولوية للدقة للحد من الأضرار الجانبية. وتتميز هذه القنبلة بقدرتها المتغيرة، والقابلة للتعديل من 0.3 إلى 50 كيلوطن، مما يسمح بتكييف القوة التفجيرية لسيناريوهات مختلفة.

تضمن الواجهة الرقمية للقنبلة وميزات الأمان المتقدمة، بما في ذلك المتفجرات الشديدة الحساسية وأنظمة السلامة الكهربائية المحسنة، التوافق مع المنصات الحديثة مثل F-35A Lightning II.

الدوافع الجيوسياسية الآنية

يأتي تسليم قنابل B61-12 إلى قاعدة ليكنهيث وسط تصاعد التوترات مع روسيا، مدفوعة بعدوانها المستمر في أوكرانيا والتهديدات النووية. ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، عزز حلف الناتو جناحه الشرقي، وعززت دول مثل ألمانيا وبولندا دفاعاتها.

يعكس قرار المملكة المتحدة الانضمام إلى مهمة المشاركة النووية لحلف الناتو تحولًا استراتيجيًا لمواجهة نشر روسيا لقوات نووية في بيلاروسيا وتهديدات الرئيس فلاديمير بوتين.

تحديات التحقق والشفافية

يمثل تأكيد وجود قنابل B61-12 في قاعدة ليكنهيث تحديًا كبيرًا بسبب الطبيعة الغامضة للعمليات النووية. تضمن سياسة حلف الناتو بعدم التأكيد أو النفي بشأن عمليات الانتشار النووي الحد الأدنى من الإفصاح الرسمي، وهي ممارسة متجذرة في الأمن والحذر الدبلوماسي.

مستقبل الناتو النووي

تمثل العودة المحتملة لقنابل B61-12 إلى قاعدة ليكنهيث تحولًا محوريًا في استراتيجية حلف الناتو النووية، مما يشير إلى تركيز متجدد على الردع النووي التكتيكي في أوروبا وسط تصاعد التوترات مع روسيا. وإذا تأكدت هذه الأنباء، فسيكون هذا أول مرة منذ عام 2008 يتم فيها تمركز أسلحة نووية أمريكية في المملكة المتحدة، وهي خطوة تؤكد التزام حلف الناتو بمواجهة موقف موسكو العدواني.

يمكن لهذا التطور أن يثير رد فعل حادًا من روسيا، التي حذرت بالفعل من “التصعيد” بسبب الخطط النووية الأمريكية في المملكة المتحدة.

تشير التحسينات في ليكنهيث، بما في ذلك الملاجئ الباليستية ومخابئ نظام تخزين الأسلحة والأمن المحدثة القادرة على استيعاب ما يصل إلى 132 قنبلة من طراز B61-12، إلى استثمار طويل الأجل في الاستعداد التشغيلي.

فصل نووي جديد؟

تشير التقارير الواردة عن وصول قنابل B61-12 إلى قاعدة ليكنهيث في يوليو 2025، على الرغم من أنها غير مؤكدة، إلى لحظة محورية في استراتيجية الدفاع لحلف الناتو. إن التقاء رحلة C-17 ذات الأولوية القصوى، وتحسين البنية التحتية، ودور بريطانيا النووي المتجدد يشير إلى خطوة محسوبة لتعزيز الردع ضد روسيا.

ومع ذلك، فإن غياب التأكيد الرسمي يبقي الوضع محاطًا بالغموض، وهي سمة مميزة للسياسة النووية. إن إعادة تنشيط ليكنهيث المحتملة كمركز نووي يؤكد قدرة حلف الناتو على التكيف، ولكنه يؤكد أيضًا مخاطر تصعيد التوترات في عالم متقلب بالفعل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك