أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن استثمار جديد بقيمة تتجاوز 1.19 مليار دولار، لتحديث وتفعيل أسلحة المشروع النووي الأمريكي، حيث تم منح شركة BAE Systems هذا المبلغ ضمن عقد موسع يهدف لتقديم خدمات استدامة هندسية.
مبالغ كبيرة لمشاريع حيوية
مع هذا التمويل الجديد، أصبح إجمالي قيمة العقد 3.13 مليار دولار، بعد أن كانت 1.94 مليار دولار. تأتي هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه التوتر على الساحة العالمية، مما يدفع الولايات المتحدة لضمان جاهزية ترسانتها النووية البرية.
سيتم العمل في قاعدة هيل الجوية بولاية يوتا، ومن المقرر أن يستمر حتى 31 يوليو 2027. ستموّل هذه الجهود من حسابات التشغيل والصيانة للعام المالي 2025، بالإضافة إلى أموال البحث والتطوير والإنتاج، التي يتم إدارتها من قبل مركز أسلحة النووية الجوية في القاعدة نفسها.
استمرارية الدعم الهندسي
تستمر شركة BAE Systems في تلقي تمويلات ضخمة لتعزيز القدرات النووية الأمريكية. في يناير 2023، أضاف البنتاغون 651.6 مليون دولار إلى العقد، مما وفر الدعم الهندسي الحيوي حتى 31 يناير 2025. يمثل هذا الاستثمار جزءًا من سلسلة من الاستثمارات الهامة لضمان بقاء الهيكل الأساسي للرادع النووي الأمريكي فعالاً ومستجيباً لأي طارئ.
منذ عام 2013، حصلت BAE على تعديلات تعاقدية عديدة، حيث تمت إضافة 32.4 مليون دولار لدعم التكامل اللازم لأسطول الصواريخ الباليستية العابر للقارات (ICBM) التقليدي، بالإضافة إلى 45.2 مليون دولار في عام 2017 لتشغيل برنامج الحماية الاستراتيجية للأرض، المعروف أيضًا باسم Ground Based Strategic Deterrent (GBSD).
تحديثات معقدة وتقنيات متطورة
هذا العقد يتجاوز الجوانب الروتينية، حيث يغطي إشرافًا رفيع المستوى على البرنامج وإدارة الجدول الزمني، وتقييم المخاطر، والتخطيط الاستراتيجي، وضمان الجودة، واللوجستيات، والتحكم المالي، والهندسة النظم، بالإضافة إلى بحوث تقنية عميقة.
تكمن المهمة الأساسية للعقد في الحفاظ على جاهزية أسطول الصواريخ العابرة للقارات الأمريكي. ضمن هذا الإطار، يُعهد إلى BAE بتحديث المكونات البرمجية والعتادية، وإجراء الاختبارات، وتنفيذ التعديلات الأساسية لنظامي Minuteman III واستبداله المستقبلي Sentinel لضمان انتقال سلس بين الأنظمة.
الانتقال إلى أنظمة جديدة
تقوم الولايات المتحدة حاليًا بتشغيل أكثر من 400 صاروخ من نوع Minuteman III، ومع ذلك، لن يتم إيقاف عمل هذه الأنظمة في الوقت الحالي. بينما يرتفع مستوى برنامج Sentinel، سيكون لخبرات BAE دور محوري في إدارة هذا الانتقال وضمان استجابة نووية سريعة ومدمرة.
العقد يشمل أيضًا جوانب متعددة مثل تقييم المخاطر، واللوجستيات، وإدارة البرامج، مما يعزز الجهود نحو تطوير رادع قوي وعالي القابلية للبقاء.
أهمية قوة الردع النووي
هذا الاستثمار الجديد يُظهر بوضوح أن قوة الصواريخ العابرة للقارات الأمريكية ليست مجرد أرقام، بل هي أولوية وطنية. مع تصاعد القدرات النووية في كل من الصين وروسيا، تؤكد واشنطن أن نظامي Minuteman III وSentinel سيبقيان في صميم المعادلات النووية العالمية.
بينما يستمر النقاش حول السيطرة على الأسلحة ونزع السلاح، يسعى البنتاغون لضمان أن تكون الترسانة النووية الأمريكية جاهزة وفعالة إذا ما فشلت خيارات الرادع.
بالنسبة لشركة BAE، لا يُعتبر هذا العقد مجرد صفقة أخرى، بل يمثل دورًا حيويًا في مستقبل ردع الولايات المتحدة الاستراتيجي. مع قرب نشر صاروخ Sentinel، ستمثل خبرات BAE الأساس لأسطول الصواريخ العابرة للقارات الأمريكية لعقود قادمة.