أكدت منظمة “أنقذوا الأطفال” غير الحكومية أن أكثر من نصف الأطفال السوريين باتوا منقطعين عن الدراسة، نتيجة للآثار المدمرة للحرب المستمرة منذ نحو 14 عاماً. ودعت المنظمة إلى اتخاذ إجراءات فورية لإعادة إدماج هؤلاء الأطفال في النظام التعليمي.
أرقام مقلقة
في تصريحات لراشا محرز، مديرة منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا، أفادت أن حوالي 3.7 مليون طفل يفتقرون للتعليم هذا العام، وهي نسبة تتجاوز نصف الأطفال في سن المدرسة.
وأضافت محرز أن ما يقارب 700 ألف شخص نزحوا حديثاً بسبب الهجوم الذي شنته فصائل مسلحة، مما زاد من معاناة الأسر وتضرر العديد من المدارس خلال سنوات النزاع.
دعم التعليم مهم
وأشارت محرز إلى أن بعض المدارس تُستخدم حالياً كملاجئ للنازحين، مما يستدعي من السلطات الانتقالية اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة.
واستطردت قائلة إن غالبية الأطفال السوريين، أي نحو 7.5 مليون طفل، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، نتيجة لعوامل متعددة تشمل النزاع والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية التي أثرت على حقوقهم الأساسية في التعليم.
فقر مدقع وتأثيرات الحرب
وفي إطار الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، أفاد البنك الدولي أن أكثر من ربع السوريين يعيشون في فقر مدقع. كما أن الزلزال المدمر الذي حدث في 2023 فاقم من تلك المعاناة.
وأكدت محرز أن الحرب كانت لها آثار صادمة على الأطفال، مشيرة إلى أن الكثير منهم وُلدوا خلال النزاع، في حين أن آخرين انتقلوا إلى مرحلة المراهقة أو الشباب وسط دوامة الحرب.
نقص الدعم النفسي
تُظهر تقديرات المنظمة أن نحو 6.4 مليون طفل سوري بحاجة إلى دعم نفسي، مع ضرورة إيلاء اهتمام خاص لهذا الجانب في جهود الإغاثة.
كما سلطت محرز الضوء على التحديات التي تواجه الاستجابة الإنسانية في ظل العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، والتي تؤثر بشكل ملحوظ على حياة السوريين اليومية.
دعوات لرفع العقوبات
في هذا السياق، دعا أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، إلى رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد. وأكدت محرز أن تلك العقوبات تعيق جهود تلبية احتياجات الشعب السوري.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011، عقب القمع العنيف للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، أسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص وشردت الملايين من السوريين داخل وخارج البلاد.