الأربعاء 30 أبريل 2025
spot_img

أفغانستان: طلاب يُمنعون من الدراسة بسبب قيود طالبان

عبر العديد من الطلاب في مختلف المدارس الأفغانية عن قلقهم من الضغوط المتزايدة التي تفرضها حركة “طالبان” بشأن الالتزام بارتداء الزي التقليدي، والذي يتضمن “الشالوار” والعمامة. وأفاد هؤلاء الطلاب بأن الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف هذا الزي يتعرضون لمعاملة قاسية، تشمل الضرب من قبل المعلمين، أو يُسجلون كغائبين، أو حتى يُمنعون من دخول المدارس.

وفي تقريرهم، أكد الطلاب أن العبء المالي المرتبط بشراء العمائم والملابس البيضاء يثقل كاهل أسرهم، مما يضطر بعض الآباء إلى اتخاذ قرار بوقف إرسال أطفالهم إلى المدارس. وخلال جولة في الأفغانيات، أبدى الكثير من الطلاب استيائهم من الطريقة التي يتعامل بها المعلمون مع سياسة الزي الموحد الجديدة التي تفرضها الحركة.

ضغوط اجتماعية واقتصادية

أشار الطلاب إلى أن الفقر والجوع وقلة الموارد المالية تُغفل تمامًا، مما يجعلهم مضطرين لشراء العمائم تحت وطأة الضغط النفسي والجسدي المستمر. وغالبًا ما تُثقل المجتمعات المحلية بتحديات اقتصادية تجعل الحصول على هذه الملابس أمرًا شبه مستحيل.

في مدينة بولي خمري، عاصمة ولاية بغلان، أفاد طلاب مدرسة “قلعة الإسلام” بأنهم طُردوا من الفصل لعدم ارتدائهم العمائم والملابس البيضاء. وواجه هؤلاء الطلاب صعوبات اقتصادية كبيرة تمنعهم من شراء الزي الرسمي الذي أُلزِموا به، وطالبوا حركة “طالبان” بضرورة إعادة النظر في هذا القرار.

سياسة الزي الموحد

أصدرت إدارة مدرسة “قلعة الإسلام” بيانًا تؤكد فيه أن تطبيق سياسة الزي الموحد لـ”طالبان” إلزامي للجميع، حيث يتعين على طلاب الصفوف من الأول وحتى التاسع ارتداء “الشالوار” باللون الأزرق الفاتح مع عمامة بيضاء، بينما يُلزم طلاب الصفوف من العاشر إلى الثاني عشر بارتداء الملابس البيضاء والعمامة. كما يُحظر إدخال الهواتف المحمولة إلى المدرسة.

وذكر أحد طلاب المدرسة لصحيفة “هشت صبح” أن هذه القيود قد زادت بشكل ملحوظ، حيث مُنع الطلاب من دخول المدرسة خلال الأسبوع الماضي إذا لم يرتدوا الزي المطلوب. وأوضح أن زملاءه يشعرون بالتضايق من هذه السياسة، حيث قال: “بعضنا لا يستطيع شراء الزي المدرسي الخاص بـ(طالبان).”

تجارب قاسية

في مدرسة “الاتحاد الإسلامي” الثانوية في منطقة بانغي بولاية تخار، أفاد طلاب أنهم مُنعوا من دخول المدرسة لعدم ارتدائهم العمائم، حيث أُغلقت البوابة أمامهم، مما اضطرهم للعودة إلى منازلهم مع تسجيل غيابهم.

وفي كابُل، أفاد أحد الطلاب بأنه تعرض للضرب من قبل إدارة المدرسة بسبب عدم ارتدائه العمامة. وأظهر للصحيفة صورًا لجروح على ظهره، موضحًا أن الضرب جاء نتيجة عدم الالتزام بالزي المفروض.

جوانب أوسع من المشكلة

تتجاوز مشكلة ارتداء العمامة الإجبارية الطلاب فقط، إذ يسعى الموظفون الحكوميون أيضًا للامتثال لنفس الضغوط. في ولاية بلخ، أصدرت حركة “طالبان” أمراً يُحظر فيه التوقيع في كشوف الحضور على الشخص الذي لا يهذب لحيته، وطُلب من جميع الموظفين تقديم تعهدات كتابية تلزمهم بارتداء العمامة أو القلنسوة.

وكانت هذه الحركة قد أصدرت توجيهًا في وقت سابق، يقضي بإلزام جميع طلاب المدارس بالزي التقليدي. وقد أكدت التوجيهات على ضرورة أن يمتد القميص الذي يرتديه الطلاب إلى ما تحت الركبتين، بما يعكس ضغوطًا ثقافية واجتماعية متزايدة.

توجهات مناهج التعليم

إلى جانب فرض الزي الموحد، قامت حركة “طالبان” بتعديل محتوى المواد الدراسية لتعكس آيديولوجيتها. وتتضمن هذه التغييرات إزالة صور الكائنات الحية، وتشجيع الجهاد، وتبرير العنف، ورفض حقوق الإنسان وحرية المرأة. كما تجسد المنهج الدراسي الشيعة في صورة تثير المخاوف.

اقرأ أيضا

اخترنا لك