الأربعاء 30 أبريل 2025
spot_img

أبو صفية: ترويع نفسي وجسدي في سجون إسرائيل

أعلن الطبيب حسام أبو صفية، المعتقل في إسرائيل، أنه يتعرض لظروف إنسانية قاسية تشمل “ترويعاً بدنياً ونفسياً”. وذلك وفقاً لرواية محاميته لوكالة الصحافة الفرنسية، التي وصفت حالته بأنها “رحلة عذاب” لمدير مستشفى كمال عدوان في غزة.

أوضاع صعبة

حصل أبو صفية، البالغ من العمر 52 عاماً، على شهرة واسعة مع بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية حول المستشفى الواقع في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة. وظهر من خلال منصات التواصل الاجتماعي محذراً من معاناة المرضى والجرحى والنازحين داخل المستشفى، في ظل تجاهله للإنذارات الإسرائيلية المتكررة بإخلائه.

في 27 ديسمبر، اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى، مدعية أنه مركز “إرهابي” مرتبط بحركة حماس، مما دفعها إلى إخلاء نزلاء المستشفى واعتقال العشرات من الطاقم الطبي، بما في ذلك أبو صفية.

التعذيب في الأسر

وأفادت المحامية غيد قاسم، التي زارت أبو صفية في سجن “عوفر” بالضفة الغربية المحتلة في 19 مارس، أن موكلها يعاني بشدة في الأسر، ويواجه ضغوطات وإهانات بهدف تحقيق اعترافات عن أفعال لم يرتكبها.

احتجزت السلطات الإسرائيلية أبو صفية لمدة أسبوعين في معسكر “سديه تيمان”، الذي تحول إلى مركز اعتقال بعد الحرب، قبل أن تنقله إلى سجن “عوفر” قرب رام الله. وتصف غيد قاسم الفترة الأولى من التحقيق بأنها “قاسية جداً”، حيث شهدت تعرضه للضرب والتعذيب، واستمرت جلسات التحقيق لمدة 7 إلى 8 ساعات.

حالة قانونية غير واضحة

بعد نقله إلى سجن “عوفر”، أمضى أبو صفية 25 يوماً في زنزانة صغيرة، حيث خضع لتحقيقات استغرقت مدة أحدها حتى 13 يوماً. كما تم تصنيفه من قبل السلطات الإسرائيلية “مقاتلاً غير شرعي”، مما يمنعه من الحصول على حقوقه كأسرى حرب.

ولم تلق وكالة الصحافة الفرنسية ردوداً من الجيش الإسرائيلي بشأن ظروف اعتقال الطبيب حسام أبو صفية حتى الآن.

حملة دولية تطالب بالإفراج

في يناير، طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج عنه، مؤكدة أن شهادات عديدة تشير إلى وجود تعذيب منهجي واعتداءات داخل السجون الإسرائيلية، خاصة للمعتقلين الفلسطينيين. وتعبّر المنظمة عن قلقها البالغ حيال حياته.

ضمن حملة واسعة عبر منصات التواصل، دعا نشطاء ومنظمات دولية، بما في ذلك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى الإفراج الفوري عن أبو صفية، مستندين إلى وسمَي “الحرية للدكتور حسام أبو صفية” و”إنهاء الإبادة الجماعية بغزة”.

تدهور صحي خطير

تشير غيد قاسم إلى تدهور حالة أبو صفية الصحية، حيث يعاني من مشاكل في ضغط الدم، وعدم انتظام في دقات القلب، ومشاكل في العين، فضلاً عن فقدانه لأكثر من 20 كيلوغراماً خلال شهرين. وتعرض لكسر أربعة أضلاع خلال فترة التحقيق، ولم يحصل على العلاج اللازم.

بالرغم من ذلك، يحاول أبو صفية الحفاظ على هدوئه وثباته، في ظل غموض مصيره، ويرفض الاعتراف بتهم “مشاركة عمليات جراحية لعناصر حماس”. يؤكد أنه طبيب أطفال وأن كل ما فعله هو التمسك بموقفه الأخلاقي والمهنية في خدمة مرضاه.

قيود على المحامين

وتشتكي غيد قاسم من القيود المفروضة على زيارات المحامين للمعتقلين الفلسطينيين، حيث يُمنع نقل أي معلومات من الخارج، مثل الوضع العام للحرب أو تاريخ وزمان الزيارة.

منذ السابع من أكتوبر 2023، اعتقلت السلطات الإسرائيلية ما يقرب من 5000 شخص من غزة، حيث وُجهت إليهم تهم الانتماء إلى منظمات إرهابية. وتندد غيد قاسم باعتقالات تمت دون توجيه تهم رسمية أو محاكمات.

أن معاملة أبو صفية خلال الزيارة لم تتجاوز 17 دقيقة وكانت تحت مراقبة مشددة، مما يزيد من تعقيد قضيته ويؤكد على الوضع الصعب الذي يعيشه في سجون الاحتلال. تمثل تلك الظروف جائحة معنوية وصحية تضاف إلى معاناة الشعب الفلسطيني في ظل النزاع المستمر.

اقرأ أيضا

اخترنا لك